180

مطالعات در مکاتب ادبی و اجتماعی

دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية

ژانرها

وحدث مرة أنني كنت أعمل في الصحيفة التي أزامل فيها طليق المستشفى الذي أشرت إليه، فلم أدر ذات يوم إلا ومجنون شارد العينين يهجم على مكتبي وهو يصيح: اكتب عندك، لقد منعوني من دخول الديوان.

فسألته: أي ديوان؟

قال: ديوان رياسة الوزارة.

قلت: ومن تكون أنت؟

قال: ألا تعلم؟ أنا صاحب الدولة رئيس الوزراء.

قلت في ذات نفسي: لا يفل الحديد إلا الحديد، وبالغت في الاعتذار إليه وأنا أدعو بالفراش ليقوده إلى مكتب ذلك الزميل، وأرجوه أن يعفيني من كتابة الخبر؛ لأن مقامي في الصحيفة لا يسمح لي بالتعرض لهذه الأخبار الجسام، وإنما هي من اختصاص المحرر الذي أرسله إليه.

ولم تنقض خمس دقائق حتى كانت الصحيفة من أعلاها إلى أدناها تعج بصوتين متعاليين لا يفهم أحد ما يقولان: صوت صاحب الدولة المطرود من ديوانه، وصوت زميلنا المطرود - لحسن حظه وحظي - من مستشفى المجاذيب!

إنها لفكرة عبقرية تلك الفكرة التي أوحت إلى أطباء واشنطن أن يستغلوا جاذب الصحافة في علاج المجاذيب، وأكبر الظن أنهم وقعوا عليها؛ لأنهم يفهمون جيدا ما هو المجذوب! يفهمونه بمشاركة في شيء من الأشياء، لا بمجرد العلم والتجريب!

الفصل الخامس والأربعون

الجيش وقائده

صفحه نامشخص