146

مطالعات در مکاتب ادبی و اجتماعی

دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية

ژانرها

كان عنوانا قويا للضمير الإنساني في مسألة الشعوب التي سلبت حق تقرير المصير، وفي مسألة الأجناس الملونة أو مسألة التفريق بين البيض والصفر والسود، فانهدم السور الذي كانت تحتمي وراءه دول الاستعمار وأصحاب المذاهب الرجعية في مسألة الألوان، وانكشف الميدان وراء ذلك السور عن موقف ضعيف يزداد مع الزمن ضعفا ولا يستطاع الثبات عليه.

شخصية المؤتمر

ونعتقد أن المؤتمر قد أثبت وجوده فعلا في كثير من المواقف التي تحولت إليها الدول العالمية الكبرى حتى الآن.

من ذلك أن هذه الدول قد تحولت عن مقاومته ومحاربة دعوته إلى خطة المجاملة والتشجيع على حضوره أملا في كسب الأنصار واتقاء العداوات بهذه الخطة الحكيمة، ومن قرأ التعليقات الأولى على الدعوة إليه لم يخامره الشك في النيات التي كانت تخفيها وأولها السعي الخفي إلى الإحباط والتعطيل.

ومن آثار «باندونج» مسلك الدول الكبرى في المؤتمر الذي يسمونه مؤتمر «السياتو» إشارة إلى تنظيم المعاهدة بين الدول في الشرق الجنوبي من القارة الآسيوية.

فقد كان الغرض من اجتماع هذا المؤتمر أخيرا أن يقرر القواعد العسكرية واتفاق القيادة وقيام الحاميات المختلطة في جهات معلومة من آسيا الشرقية الجنوبية، وكان المقصود بالاجتماع أن يوجد لآسيا في الشرق الجنوبي نظام على مثال نظام الدفاع عن شمال المحيط الأطلسي المعروف بالناتو.

وكان المفروض أن السياتو نسخة آسيوية من الناتو الأوروبية، وأنها ستحذو حذوها في الأصول والفروع.

فلما تقرر قيام المؤتمر الإفريقي الآسيوي توقفت تلك المشروعات في انتظار الخطوط التي يرسمها مؤتمر الآسيويين والإفريقيين، أو في انتظار الوجهة التي يتجهونها والنظرة التي ينظرونها إلى تلك المشروعات، ولا نظنها تتم بعد اليوم إلا مع الاستئناس بالشعور المقبول نحوها في كل من القارتين الشرقيتين.

الولايات المتحدة والصين

ولم يخف على أحد أن المؤتمر الإفريقي كان له أثر ظاهر - قبل انعقاده - في مسلك الولايات المتحدة الأمريكية نحو الصين، وأن هذا الأثر قد ازداد ظهورا من الجانبين بعد اجتماع المؤتمر، فأعلن رئيس وزراء الصين أن شعبه لا يضمر العداء للشعوب الأمريكية، وأعلنت الولايات المتحدة من جانبها رأيا يتقدم بقضية النزاع رويدا رويدا إلى التفاهم والوفاق.

صفحه نامشخص