أولها:
أن أصل الوحي في اللغة كلها إسرار وإعلام في خفاء، فهذا أصل الحرف، ولذلك صار الإلهام يسمى وحيا، وقد صرح بذلك «لسان العرب».
وثانيها:
أن اشتقاق الوحي بمعنى الإلهام من الوحي بمعنى السرعة؛ لأن الوحي يجيء بسرعة ويتلقى بسرعة، وهذا ما يشير إليه الراغب الأصفهاني في كتاب «المفردات في غريب القرآن»، وأبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي في كتاب «ألف باء»، وابن خلدون في «المقدمة»، واختاره القاضي عياض في «الشفاء».
وثالثها:
أن أصل المادة السرعة والخفاء معا، فالوحي الإعلام السريع الخفي، وإليه ذهب ابن قيم الجوزية في كتاب «مدارج السالكين» وأبو البقاء في «الكليات».
ورابعها:
أن أصل هذه المادة هو إلقاء الشيء إلى الغير، فأصل الإيحاء إلقاء الموحي إلى الموحى إليه، وهذا رأي ابن جرير الطبري في تفسيره لقوله - تعالى:
ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك . (2) الوحي في القرآن
ورد ذكر هذه المادة في سبعين آية من القرآن، منها أربع وستون آية مكية، وست آيات مدنيات، وأكثر ما ورد في الآيات القرآنية إنما هو الفعل ماضيا ومضارعا.
صفحه نامشخص