Dictionary of Verbal Errors
معجم المناهي اللفظية
ناشر
دار العاصمة للنشر والتوزيع
ویراست
الثالثة
سال انتشار
١٤١٧ هـ -١٩٩٦ م
محل انتشار
الرياض
ژانرها
في البلاد الإسلامية - جدير ببيان عنه فأقول: «الشعب» في لسان العرب، يعني طبقة من طبقات النسب، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ الآية [الحجرات/ ١٣] .
وكانت الأُمة الإسلامية - قبل نشوب الاستعمار فيها - جارية على السداد، فلا تسمع ولا تقرأ إلا قولهم: المسلمين: الأُمة المسلمة: الأُمة الإسلامية. جماعة المسلمين. أمة محمد ﷺ، وهذا من الألفاظ الكريمة، مثل: المؤمنين، المتقين، المحسنين، التي تربطهم بدينهم: الإسلام. لكن بعد أن أُطيح بالحكم بالإسلام، ونشبت يدُ الأعداء في دياره وعملوا على تذويب هُوية أُمته، وتفريغها من دينها الحق ما وجدوا إلى ذلك سبيلًا، خلفوا في بلاد المسلمين صنائع لهم ينْفُثُون في الأُمة مبادئهم، ويُنفِّذُون خططهم حتى في اللفظ والاصطلاح، وهل يستهين بذلك إلا من قلَّ نصيبه من العلم، وضعف يقينه؟
لقد بذرت تلك الصنائع ألفاظًا؛ لتحويل المسلمين عن الارتباط بإسلامهم إلى قطيع مسحوب الهوية، فألبسوهم الألقاب الجديدة البديلة للألقاب الإسلامية الأصلية، فصاروا: الشعب: الجمهور. الجماهير. الموطنون. المجتمع. ولعلَّ أول صعقة في ذلك كانت على يد: جمال عبد الناصر في: مصر. ثم سرت إلى ما شاء الله من بلدان العالم الإسلامي؛ حينئذٍ صار لزامًا بيان أصل هذا اللفظ في هذا المعنى:
لفظ: «الشعب» بهذا المعنى - إطلاقه على الأُمة - هو مصطلح عبراني لدى اليهود، فهو يعني عندهم: «بني إسرائيل» الذي يجمع ثلاثة أوصاف: أنهم أبناء رجل واحد هو: «إسرائيل» أي: يعقوب ﵇ وأن هذا الأب الذي يجمعهم (مختار)؛ لهذا لقبوا أنفسهم: «الشعب المختار» أو «شعب الله المختار» وأن أرضًا واحدة تجمعهم هي: «فلسطين» .
فانظر كيف يُساق المسلمون
1 / 309