289

(نفعه عمله): لما يلاقي من ثوابه الذي يكون عليه.

(ولم يضره أجله): لكونه جاء وهو علىالأهبة وأخذ العدة.

(ومن قصر في أيام أمله): ومن هون في طلب الأعمال الصالحة وفعلها.

(قبل حضور أجله): وهو في سعة من أمره ولم يحضر موته.

(خسر عمله): أي انتقص حيث لم يعمل(1) خيرا لنفسه.

(وضره أجله): لموافاته له وهو على غير أهبة وعدة(2)، ولا ضرر أعظم من ضرر لا يمكن تلافيه.

(ألا فاعملوا في الرغبة): بجد واجتهاد وتأهب واستعداد.

(كما تعملون(3) في الرهبة): لمثل ذلك.

سؤال؛ لم جعل العمل في الرغبة(4) مشبها للعمل في الرهبة، وكلاهما في الوقوع على سواء؛ لأن الواحد منا كما يعمل الأعمال فرارا من العقوبة فقد(5) يعملها طلبا للمنافع، فما وجه التفرقة بينهما؟

وجوابه؛ هو أن المراد بالرهبة هو القسر والإلجاء، والمراد بالرغبة هو الاختيار والإرادة، فشبه ما يقع بالاختيار والداعية(6) في تنجيز حصوله وتوفيره(7) بما يقع بالقسر (8)والإلجاء في وجوب حصوله؛ لما كان ما يقع(9) بالإلجاء والقسر لا ينفك عن الحصول لامحالة.

(ألا وإني لم أر كالجنة نام طالبها): أراد المبالغة في طلبها، لأن من بالغ في طلب شيء امتنع منه النوم، فلهذا تعجب ممن يطلبها وهو يحدث نفسه بالنوم، وقوله: كالجنة في موضع المفعول لأرى؛ أي لم أر مثل الجنة لما فيها من قرة الأعين.

صفحه ۲۹۴