264

(واعملوا في غير رياء ولا سمعة): واعملوا(1) الأعمال الصالحة سرا بينكم وبين الله، ولا تظهروها على أعين الخلق طلبا للرياء، ولا تحدثوا بها بألسنتكم فتكون سمعة.

(فإنه من يعمل لغير الله): وهو أن يقصد به الرياء والسمعة اللتين ذكرهما.

(يكله الله إلى من عمل له): يجعل ثوابه إلى الناس الذين عمل من أجلهم، والمعنى يكل أمره إلى من لا يقدر على إعطائه الأجر.

(نسأل(2) الله منازل الشهداء): التي أعدها الله تعالى لهم بما كان(3) من استشهادهم في سبيله وصبرهم على ذلك، فإن لهم منازل عند الله لا يستحقها إلا هم.

(ومعايشة السعداء): المعايشة: مفاعلة من العيش، وهي غير مهموزة؛ لأن الياء فيها أصلية، بخلاف رسائل، وإسعاد(4) المعيشة هو تيسيرها وتسهيلها، وهو المراد من قوله تعالى: {ومن رزقناه منا رزقا حسنا}[النحل:75].

(ومرافقة الأنبياء): فإن مرافقة من هذه(5) حاله حظوة عظيمة، ومنزلة رفيعة، أما في الدنيا فيهتدي بهديهم، وأما في الآخرة فالكون معهم في الجنة، وإنما خص الدعاء بهذه الأمورالثلاثة؛ لأن من رزقه الله رزقا هنيئا في دنياه من غير كلفة يناله في طلبه، ورافق الأنبياء وكان معهم، ورفعه الله في منازل الشهداء ففد حاز الخير بأسره في الدين والدنيا، وأحرزه بحذافيره في الآخرة والأولى.

(أيها الناس، [إنه](6) لا يستغني الرجل وإن كان ذا مال): لايزعم جهلا منه وظنا بخلاف(7) الصواب، وإن أحرز المال، وكان في سعة منه أن ذلك يغنيه.

صفحه ۲۶۹