229

(اليمين والشمال مضلة، والطريق الوسطى هي الجادة): يريد أن(1) طريق النجاة هي الوسطى، ومن حاد عنها يمينا فهو هالك أوشمالا فهو هالك أيضا، وكل واحد منهما أعني اليمين والشمال مضلة، والمضلة بكسرالفاء هي: موضع الضلال، وبفتحها هي: المصدر أي ذات ضلال، والجادة: معظم الطريق، وفي المثل: من سلك الجواد أمن من العثار.

(عليها باقي الكتاب): الضمير للجادة، وهي: عبارة عن الاعتراف بالإلهية والإقرار لله بالوحدانية، والباقي هو: المستمر الثابت، والكتاب يحتمل أن يكون عاما لجميع ما أنزل الله من السماء فإنها مستمرة ثابتة على التصريح بالتوحيد والإلهية، ويحتمل أن يكون خاصا للقرآن فإنه مملوء من الأدلة على وجود الصانع وإثبات توحيده.

(وآثار النبوة): الآثار: جمع أثر بالتحريك، وهو: عبارة عما يبقى من رسم الشيء، وسير الرسول: آثاره، وغرضه من ذلك هو أن آثار النبوة حاصلة للجادة(2)، ويحتمل العموم في النبوة إذ لا نبوة حاصلة لأحد من الأنبياء إلا وهي متضمنة لتوحيد الله وإلهيته، ويحتمل أن تكون خاصة في نبوة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فإنها متضمنة لما ذكرناه.

(ومنها): يعني الجادة.

(منفذ السنة): نفذ أمره إذا كان ماضيا، ونفذ السهم من الرمية، ومراده من ذلك هو: أن مضي السنة واستمرارها على ما ذكرناه من الحكم بالتوحيد والقضاء به.

(وإليها): يعني الجادة.

(المصير): مصدر من صار يصير وهو خارج عن قياس بابه وقياسه المصار(3)، وهكذا المرجع فإن قياس بابه بالفتح، ولكنهما خرجا عن القياس كما ترى، وهما مستعملان جميعا في كتاب الله تعالى مع خروجهما عن قياس بابهما.

صفحه ۲۳۴