204

(6) ومن كلام له عليه السلام لما أشير عليه بأن لا يتبع طلحة

والزبير

(والله لا أكون كالضبع ينام(1) على طول اللدم): اعلم أن السبب في هذا الكلام هو أن أمير المؤمنين لما أراد الخروج إلى العراق تابعا لطلحة والزبير، أشار عليه ولده الحسين بالرجوع عن ذلك، فقال مجيبا له: (والله لا أكون) واللدم: عبارة عن صوت الحجر إذا وقع على الأرض، قال الشاعر:

وللفؤاد وجيب تحت أبهره .... لدم الغلام وراء الغيب بالحجر(2)

واللدم هو: أن يضرب الصائد بالحجر على جحر الضبع فيحسبه صيدا، فيخرج عند ذلك حيا(3) يصاد، وغرضه من هذا المثل هو إنكاره على الحسين لما أشار إليه بالرجوع عن الخروج إلى العراق، فيقول: أتبعهم، ولا أقف حتى يقصدوني بالحرب، فأكون كالضبع [تكون](4) واقفة فتصاد في جحرها.

(حتى يصل إليها طالبها): بسبب وقوفها في جحرها.

(ويختلها راصدها): الختل: الخدع، وختله إذا خدعه، والراصد هو: المترقب، وكل هذا حاصل بوقوفها، فأنا لا أتبع رأيك في هذا.

(ولكني أضرب بالمقبل إلى الحق): أنتصر بالمتابع(5) لي، والمتابع للحق المنقاد له، فجعل الضرب كناية عن الانتصار لما كان سببا فيه، فأضرب به.

(المدبر عنه): المخالف [لي والآنف] (6) عن متابعتي.

(وبالسامع): لأمري.

(المطيع): له.

(العاصي): المخالف لأمري وإرادتي.

(والمريب(7) أبدا): الشاك المتردد.

صفحه ۲۰۹