فحفظ الناس كلامه عليه السلام وتداولوه فيما بينهم، ونقله السلف للخلف رواية وتلقينا، ودرسا وتدريسا، وألفوا لجمعه وتدوينه الكتب، يقول الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم في مقدمة تحقيقه لكتاب (شرح نهج البلاغة) لابن أبي الحديد 1/5-6، بعد سياقه لسرد بعض خصائص الإمام عليعليه السلام، ما لفظه:
(كل هذه المزايا مجتمعة، وتلك الصفات متآزرة متناصرة، وما صاحبها من نفح إلهي، وإلهام قدسي، مكنت للإمام علي من وجوه البيان وملكته أعنة الكلام، وألهمته أسمى المعاني وأكرمها، وهيأت له أشرف المواقف وأعزها، فجرت على لسانه الخطب الرائعة، والرسائل الجامعة، والوصايا النافعة، والكلمة يرسلها عفو الخاطر فتغدو حكمة، والحديث يلقيه بلا تعمل ولا إعنات فيصبح مثلا؛ في أداء محكم ، ومعنى واضح، ولفظ عذب سائغ، وإذا هذا الكلام يملأ السهل والجبل، وينتقل في البدو والحضر، يرويه على كثرته الرواة، ويحفظه العلماء والدارسون؛ قال المسعودي: والذي حفظ الناس عنه من خطبه في سائر مقاماته أربعمائة خطبة ونيف وثمانون خطبة، يوردها على البديهة، تداول عنه الناس ذلك قولا وعملا.
صفحه ۱۸