هل كل شيء عندك صريح ومؤكد يا شريف بك؟ لقد وهبك الله لسانا حادا كسيفك يقطع كل شيء دون مبالاة.
شريف :
نعم، إنني لأقطع كل شيء وألقيه بلا رحمة، لكنني لا أقطع سوى الأشياء المؤذية الضارة التي ليست لها قوة ولا مناعة. (يريد فؤاد أن يهرول نحوهما ليقطع ما بينهما من حديث، لكن شدة المناقشة تحول دون ما يريد؛ إذ يلتفت كل منهما إليه ويبادرانه على التوالي وبسرعة بكلمة بونسوار.)
شريف :
بونسوار فؤاد أفندي.
علية :
بونسوار فؤاد (وتلتفت إلى شريف بك)
أرجوك يا شريف بك أن تنعم النظر فيما تسميه مؤذيا ضارا، إنها لأمور معنوية تزين لنا الحياة، وتبعث فيها روح النشاط، أجل فمن ينكر أن الرحمة والعاطفة والحب والفن ...
شريف (مقاطعا) :
كلمات جوفاء لا معنى لها، والذين يسيرون في تيار تمجيدها إن هم إلا أناس يفرون من الواجب ليسرقوا خبز الفلاح وأجر العامل، إن هم إلا أناس يقفون في سبيل ذلك الدولاب العظيم، دولاب العمل - أي الدنيا - لولا تلك الكلمات الجوفاء لما كان في الدنيا ذلك الجيش الجرار من المجانين والمجرمين والمنتحرين والسفهاء والبلهاء والمعتوهين، نعم هذا مؤكد.
صفحه نامشخص