٣٧- ذكر منصور مقريء بن مقريء مات متأخرا بعد الثلاثين حكى لي عن أبيه منصور وقد رأيت منصورا عليه وأظن أني سمعت هذه الحكايات منه قال: ضاقت يدي مع كثرة عيالي وعدمت القوت فخرجت من داري كالهارب وقصدت أبا سعيد يعني الصائغ لأطلب منه شيئا استعين به فلم أصادفه وحمى الحر علي فدخلت إلى درب من دروب الكرخ وإذا بباب تحت ساباط عليه دكانان عليهما حصير [١٣/ب] وقد رش الباب وبرد الموضع فلما صرت جبال الباب شممت رائحة شواء جاز وحنيش وريحان وطيب فلم أقدر على أن اجتاز فطرحت نفسي على الباب وقلت في نفسي صاحب هذه الدار رجل جندي لا يعرف كتاب الله وقد أعطى هذا وأنا جائع وصبياني فنمت فرأيت آت آتاني فقال تبيعني سورة البقرة بألفى درهم قلت لا قال: قال عمران: قلت لا فلم يزل يعد علي سورة بعد سورة وأنا أقول لا فلما أكثر علي صرخت لالا فانتبهت فعلمت إني قد وعظت فقلت في قلبي بل أجوع وتبقى على القرآن فلما توصلت إلى داري قالت لي بناتي يا أبه أين كنت قد أنفذ إليك أبو سعيد الصائغ بثلاث مئة درهم فحمدت الله وأخذتها وخرجت في الحال إلى السوق فاشتريت جملا وتقدمت حي بشواء ةخبرزا وحلوا وحبشا وطيبا فلم تمض ساعة أو ساعتان حتى رأيت في داري مثل الذي رأيت في
1 / 27