262

طبقات الصوفية

طبقات الصوفية

ویرایشگر

مصطفى عبد القادر عطا

ناشر

دار الكتب العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٩هـ ١٩٩٨م

محل انتشار

بيروت

فِي التَّوَكُّل كَانَ يأنس إِلَيْهِ السبَاع والهوام وَكَانَ حاد الفراسة مَاتَ سنة نَيف وَأَرْبَعين وثلاثمائة
سَمِعت مَنْصُور بن عبد الله الإصفهاني يَقُول سَمِعت أَبَا الْخَيْر الأقطع يَقُول دخلت مَدِينَة رَسُول الله ﷺ وَأَنا بفاقة فأقمت خَمْسَة ايام مَا ذقت ذواقا فتقدمت إِلَى الْقَبْر وسلمت على النَّبِي ﷺ وعَلى أبي بكر وَعمر ﵄ وَقلت أَنا ضيفك اللَّيْلَة يَا رَسُول الله وتنحيت ونمت خلف الْمِنْبَر فَرَأَيْت فِي الْمَنَام النَّبِي ﷺ وَأَبُو بكر عَن يَمِينه وَعمر عَن شِمَاله وَعلي بن أبي طَالب بَين يَدَيْهِ ﵃ فحركني عَليّ وَقَالَ قُم قد جَاءَ رَسُول الله قَالَ فَقُمْت إِلَيْهِ وَقبلت بَين عَيْنَيْهِ فَدفع إِلَيّ رغيفا فَأكلت نصفه وانتبهت فَإِذا فِي يَدي نصف رغيف
سَمِعت أَبَا بكر الرَّازِيّ يَقُول أَنْشدني أَبُو الْخَيْر الأقطع
(أنحل الْحبّ قلبه والحنين ... ومحاه الْهوى فَمَا يستبين)
(مَا ترَاهُ الظنون إِلَّا ظنونا ... وَهُوَ أخْفى من أَن ترَاهُ الظنون)
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ أَبُو الْخَيْر الأقطع الْقُلُوب ظروف فَقلب مَمْلُوء إِيمَانًا فعلامته الشَّفَقَة على جَمِيع الْمُسلمين والاهتمام بِمَا يهمهم ومعاونتهم بِمَا يعود صَلَاحه إِلَيْهِم وقلب مَمْلُوء نفَاقًا فعلامته الحقد والغل والغش والحسد
سَمِعت أَبَا الْحسن مُحَمَّد بن زيد يَقُول سَمِعت أَبَا الْخَيْر الأقطع يَقُول لن يصفو قَلْبك إِلَّا بتصحيح النِّيَّة لله تَعَالَى وَلنْ يصفو بدنك إِلَّا بِخِدْمَة أَوْلِيَاء الله تَعَالَى

1 / 281