245

طبقات الصوفية

طبقات الصوفية

ویرایشگر

مصطفى عبد القادر عطا

ناشر

دار الكتب العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٩هـ ١٩٩٨م

محل انتشار

بيروت

قَالَ وسمعته يَقُول رفع الله قدر الوسائط بعلو هممهم فَلَو أجْرى على الْأَوْلِيَاء ذرة مِمَّا كشف للأنبياء لبطلوا وتقطعوا
قَالَ أَبُو الْقَاسِم وَكنت يَوْمًا فِي حلقته فَسَمعته يَقُول الْحق يفنى بِمَا بِهِ يبْقى وَيبقى بِمَا بِهِ يفنى يفنى بِمَا فِيهِ بَقَاء وَيبقى بِمَا فِيهِ فنَاء
فَإِذا أفنى عبدا عَن إِيَّاه أوصله بِهِ وأشرفه على أسراره وَبكى وَأنْشد على أَثَره
(لَهَا فِي طرفها لحظات سحر ... تميت بهَا وتحيي من يُرِيد)
(وَتَسْبِي الْعَالمين بمقلتيها ... كَأَن الْعَالمين لَهَا عبيد)
(ألاحظها فتعلم مَا بقلبي ... وألحظها فتعلم مَا أُرِيد)
قَالَ وَسَأَلَهُ سَائل هَل يتَحَقَّق الْعَارِف بِمَا يَبْدُو لَهُ فَقَالَ كَيفَ يتَحَقَّق بِمَا لَا يثبت وَكَيف يطمئن إِلَى مَا لَا يظْهر وَكَيف يأنس بِمَا يخفى فَهُوَ الظَّاهِر الْبَاطِن الْبَاطِن الظَّاهِر ثمَّ أنشأ يَقُول
(فَمن كَانَ فِي طول الْهوى ذاق سلوة ... فَإِنِّي من ليلِي لَهَا غير ذائق)
(وَأكْثر شَيْء نلته من وصالها ... أماني لم تصدق كلمحة بارق)
قَالَ وَقَالَ الشلبي كَيفَ يَصح لَك التَّوْحِيد وَكلما أَبْصرت شَيْئا اسرك
قَالَ وَقَالَ رجل للشبلي هَل شَاهده أحد بحقيقته فَقَالَ الْحَقِيقَة بعيدَة وَلَكِن ظنون وأماني وحسبان وَأنْشد
(وكذبت طرفِي فِيك والطرف صَادِق ... وأسمعت أُذُنِي مِنْك مَا لَيْسَ تسمع)
(وَلم أسكن الأَرْض الَّتِي تسكنونها ... لكيلا يَقُولُوا إِنَّنِي بك مولع)
(فَلَا كَبِدِي تهدا وَلَا لَك رَحْمَة ... وَلَا عَنْك إقصاء وَلَا فِيك مطمع)
فَإِذا ترَاءى لَهُ تَحْقِيق حَال شوشه بالتلبيس والإشكال

1 / 264