كتاب الذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
اخبرنا القاضي الأجل شمس الدين جمال الإسلام والمسلمين أبو الفضل جعفر ابن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى قراءة عليه رحمه الله، قال: أخبرنا الشيخ الفاضل أبو علي الحسن بن علي ملاعب الأسدي رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا الشيخ أبو الفرج محمد بن محمد بن الهبي المقري قراءة عليه، قال: أخبرنا السيد الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي رضي الله عنه، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن جعفر ابن غزال الخراز، قال: حدثنا علي بن أحمد بن عمرو الجبان، قال: حدثنا محمد بن منصور المرادي ، قال:
(1) باب فضل الذكر والدعاء
(1) حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا ضرار [بن صرد التيمي]، قال: حدثنا بشر بن مفضل [الرقاشي]، قال: حدثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة، قال: حدثنا أيوب بن خالد، قال:
حدثنا جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: (( ارتعوا في رياض الجنة )) ! قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة ؟ قال: (( مجالس الذكر )) (1) .
صفحه ۱
(2) حدثنا عبدة بن عبد الرحيم المروزي (2) ، عن ضمرة بن ربيعة [الفلسطيني]، قال: أخبرنا أبو الحجاج (3)، عن عمر بن عبد الله مولى غفرة، عن أيوب بن خالد [بن صفوان الأنصاري]، عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج ذات يوم على الناس فقال: (( يا أيها الناس، إن لله سرايا من الملائكة تقف وتحل على مجالس الذكر (1) في الأرض، فارتعوا في رياض الجنة )). قالوا: وما رياض الجنة ؟ قال: (( مجالس الذكر، فاغدوا وروحوا في ذكر الله عز وجل، وذكروا بأنفسكم (2)، من كان يحب أن يعلم كيف منزلته عند الله، فلينظر كيف منزلة الله عنده، إن الله ينزل العبد حيث ينزله من نفسه)) (3).
(3) حدثنا هارون بن إسحاق [الأهوازي] ، عن إبراهيم بن حمزة [الزبيري] (4) ، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن [بن الحارث المخزومي]، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند [الفزاري]، عن زياد بن أبي زياد [مولى عبد الله بن عياش] (5)، عن أبي بحريه [عبد الله بن قيس التراغمي]،
عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( ألا أنبؤكم بخير أعمالكم، وأرضاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم (6)، وخير من إعطاء الورق والذهب، وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم )) ؟ قالوا: بلى، ما ذاك يا رسول الله (7) ؟ قال : (( ذكر الله )) !
صفحه ۲
قال معاذ: ماعمل عبد عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله تعالى (1) .
(4) حدثنا عثمان [بن أبي شيبة]، عن أبي خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد [الأنصاري]، عن أبي الزبير (2)، عن طاووس،
عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ماعمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله تعالى )) .
قال قيل: ولا الجهاد في سبيل الله. قال: (( ولا، إلا أن تضرب بسيفك في سبيل الله حتى ينقطع ثلاث مرات )) (3)!!
صفحه ۳
(5) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وسفيان يعني ابن وكيع ، عن عبد الله ابن نمير، عن موسى [بن أبي عيسى] الطحان، عن عون بن عبد الله [بن عتبة بن مسعود الهذلي]، عن أخيه [عبد الله] أو أبيه، عن النعمان بن بشير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( الذين يذكرون من جلال الله من تسبيحه، وتحميده، وتهليله، وتكبيره، يتعاطفن حول العرش، لهن دوي كدوي النحل، يذكرن بصاحبهن، ألا يحب أحدكم أن لايزال له عند الرحمن شيء يذكر به)) (1).
(6) حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن جرير [بن عبد الحميد]، عن عطاء ابن السائب، عن أبي عبد الرحمن [السلمي] (2)،
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( من ذكر الله في نفسه، ذكره في نفسه، ومن ذكره في ملأ، ذكره في ملأ أحسن من الملأ الذي ذكره فيه وأطيب )) (3).
صفحه ۴
(7) حدثنا سفيان بن وكيع، عن محمد بن يونس (4)، عن عمر بن راشد [اليمامي]، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( سيروا سبق المفردون. قالوا: يا رسول الله وما المفردون ؟ قال: الذين اهتدوا (1) بذكر الله عز وجل، يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا )) (2).
(8) حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا أحمد بن إسماعيل (3) ، قال: حدثني مسلم بن إبراهيم [الأزدي الفراهيدي]، قال: حدثنا شداد بن سعيد الراسبي، قال: حدثنا جابر بن عمرو الراسبي،
عن عبد الله بن مغفل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( مامن قوم يجتمعون يذكرون الله تعالى إلا ناداهم مناد: قوموا مغفورا لكم، فقد بدلت سيئاتكم حسنات )) (4) .
صفحه ۵
(9) حدثنا هناد بن السري، حدثنا أبو كريب، عن زيد بن حباب [بن الريان]، عن معاوية بن صالح [بن جدير]، عن عمرو بن قيس [الكندي]، عن عبد الله بن بسر [المازني] (1) ، أن رجلا قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بما أتشبث به (2) . فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (( لايزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل )) (3).
(10) حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن عثمان بن زفر [التيمي]، عن صفوان بن أبي الصهباء [التيمي] ، عن بكير بن عتيق (4) ، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه،
عن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يقول الله تبارك وتعالى: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين )) (5) .
صفحه ۶
(11) حدثناجعفر بن محمد بن عبد السلام، قال: حدثنا حفص [بن غياث]، عن الأعمش، عن أبي صالح (6)، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني )) (1).
صفحه ۷
(12) حدثنا أبو كريب [ محمد بن العلاء]، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن لله ملائكة فضلا عن كتاب الناس (1)، يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما جاؤا فجلسوا إليهم، فيعرفون ذلك كله. قال: فيسألهم الله وهو أعلم بذلك منهم فيقول لهم: ماصنعوا ؟ قالوا: مررنا بهم وهم يذكرون. قال: فأي شيء يطلبون بذكري ؟ قالوا: يطلبون الجنة. قال: ورأوها ؟ قالوا: لا. قال: فأشهدكم أني قد أعطيتهم الجنة. قالوا: يتعوذون من النار. قال: بأي شيء ؟ قالوا: بك. قال: ورأوها ؟ قالوا: لا. قال تعالى: فأشهدكم أني قد أعطيتهم ذلك. قال فيقولون: إن معهم غيرهم رآهم فجلس. فيقول: هم القوم لايشقى بهم جليسهم )) (2) .
(13) حدثنا عباد بن يعقوب، عن السري بن عبد الله [السلمي] (3) ، عن أبي الجارود، عن أبي سعيد عقيصا [التيمي]،
عن الحسن بن علي، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( ثلاثة من خالصي الله عز وجل يوم القيامة: رجل حج أو اعتمر، فهو من وفد الله تعالى حتى يؤوب إلى بيته، ورجل قعد في مسجد يذكر الله فهو ضيف الله جل ثناؤه حتى يخرج منه، ورجل زار أخا له في الله، فهو من زوار الله حتى يخرج من بيته، وحق على الله أن يكرم من زاره )) (4) .
صفحه ۸
(14) حدثنا هناد، عن قبيصة [بن عقبة الدستوائي]، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي [بن] كعب،
عن أبي [بن] كعب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذهب ثلث الليل قام فقال: (( أيها الناس اذكروا الله فقد جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، وقد جاء الموت بما فيه )) (1) .
(15) حدثنا محمد بن عمر المازني [البصري] (2) ، عن أبي عاصم النبيل، عن عبد الحميد بن جعفر، عن حسين بن عطاء، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر (3) ،
عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( مامن يوم ولاليلة ولاساعة إلا ولله عز وجل فيها صدقة يتصدق بها على من يشاء من عباده، وماتصدق الله على عبد بصدقة أفضل من أن يلهمه ذكره )) (4) .
(16) حدثنا علي بن منذر، عن ابن فضيل، قال: حدثنا أبان،
عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما اجتمع قوم قط يذكرون الله فقالوا: اللهم اغفر لنا. إلا قال: نعم، قد غفرت لكم )) (5) .
صفحه ۹
(17) حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن إسماعيل بن عياش الحمصي، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( لن ينفع حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم بالدعاء )) (1) .
(18) حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، عن منصور والأعمش، عن ذر [بن عبد الله الهمداني] (2)، عن يسيع [الحضرمي] (3) ،
عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( الدعاء هو العبادة، ثم قرأ هذه الآية: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} [غافر:60] )) (4).
صفحه ۱۰
(19) حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني شريح بن مسلمة التنوخي (1)، قال: حدثنا مهدي [بن ميمون]، عن واصل (2) مولى ابن عيينه، عن يحيى بن عقيل [الخزاعي] ، عن يحيى بن يعمر (3) ، عن أبي الأسود الدؤلي (4)،
عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال قلت (5) : يا رسول الله ذهب أهل الدثور (6) بالأجر؛ لأنهم يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضل أموالهم.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: (( أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به ؟ إن كل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تهليلة صدقة، والأمر بالمعروف صدقة، والنهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة)) . قالوا: يا رسول الله يأتي أحدنا شهوته فيكون له فيها أجر ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: (( أرأيتم لو أنه وضعها في الحرام أكان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له فيها أجر)) (7) .
صفحه ۱۱
(20) حدثنا محمد بن إسماعيل(1)، قال: حدثنا حسين بن نصر(2)، عن أبيه، عن محمد بن مروان، عن عمر بن عبد الله (3)، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرحمن بن غنم، قال:
سمعت معاذ بن جبل يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أكثروا من ذكر الله عز وجل على كل حال، فإنه ليس عمل أحب إلى الله تعالى ولا أنجى للعبد من كل سيئة في الدنيا والآخرة من ذكر الله عز وجل)). قال: فقال له قائل: ولا الجهاد في سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لولا ذكر الله لم يؤمر بالجهاد في سبيل الله، ولو اجتمع الناس على ذكر الله تعالى كما أمر الله لم يكتب الله الجهاد على عباده، وإن ذكر الله عز وجل لايمنعكم من الجهاد في سبيل الله، بل هو عون لكم.
فقولوا: لا إله إلا الله والله أكبر والحمدلله وسبحان الله وتبارك الله، فإنهن خمس لايعدلهن شيء، وعليهن فطر الله ملائكته، ومن أجلهن رفع الله سماءه، ودحا أرضه، ولهن جبل الله إنسه وجنه، وفرض عليهن فرائضه)).
صفحه ۱۲
فقيل: يا رسول الله فإن ذكر الله لايكفينا من الجهاد. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ولا الجهاد يكفيكم من ذكر الله عز وجل، ولايصلح إلا بذكر الله تعالى، فطوبى لمن أكثر من ذكر الله في الجهاد، فإن كل كلمة من هؤلاء بسبعين ألف حسنة، وكل حسنة بعشر أمثالها، وعند الله المزيد، مالايحصيه غيره، ولايقبل الله ذكرا إلا ممن اتقى فطهر قلبه، فأكرموا الله عز وجل من أن يرى منكم مانهاكم عنه، فإن الله الكريم إنما فرض على الناس أهون العمل، فأبى أكثر الناس إلا كفورا، فلما لم يقبلوا رحمة الله أمر بجهادهم، فاشتد البلاء على المؤمنين، وجعل الله لهم العاقبة في النقمة من الكافرين))
قال: فقلت لمعاذ: فإن الله عز وجل إنما جعل في كتابه النفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف. فقال لي: قد قل فهمك، إنما ذلك إذا أنفقوها في سبيل الله، وهم في أهلهم غير غزاة.
قال: فقلت: ماشأن النفقة تكون في أهلهم بسبعمائة ضعف، والتسبيح وسائر الأعمال لاتكون إلا بعشر ؟ قال فقال معاذ: إن الله سبحانه رغب الناس في النفقة في سبيل الله لأن ذكر الله والدين كله لم يصلح إلا بها، ولولا هي لم يقو أهل دين الله، ولم يجاهدوا أعداء الله، حتى يدخلوا في دين الله، فكانت هي أشد العمل على الناس فجعلها الله لهم بسبعمائة ضعف، ليروا فضلها على غيرها فيطيبوا نفسا ويقوى بها المؤمنون على ما أمرهم الله تبارك وتعالى به .
صفحه ۱۳
(21) حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا عثمان بن مطر [الشيباني] (1) ، قال: حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))إن الله عز وجل ذكره وكل بعبده ملكين يكتبان عمله، فإذا مات قال الملكان اللذان وكلا به: ربنا قد مات عبدك فلان بن فلان فتأذن لنا فنصعد إلى السماء ؟ فيقول الله تبارك وتعالى: السماء مملؤة من ملائكتي. فيقولان: ربنا فنقيم في الأرض ؟ فيقول: أرضي مملؤة من خلقي. فيقولان: ربنا فأين ؟ قال: فيقول سبحانه وتعالى: قوما عند قبره، فسبحاني، واحمداني، وكبراني، وهللاني، واكتبا ذلك لعبدي إلى يوم يبعثون (( (1) .
(22) حدثنا عبد الله بن أبي زياد، عن سيار (2) ، قال: حدثنا جعفر [الضبعي]، قال: سمعت ثابت [البناني] أحسبه عن أبي عثمان ، قال:
كان سلمان الفارسي رحمه الله في عصابة يذكرون الله عز وجل، فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجاء نحوهم قاصدا (3) حتى دنا منهم، فكفوا الحديث إعظاما لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( قولوا ماكنتم تقولون، فإني رأيت الرحمة تنزل عليكم، فأحببت أن أشارككم فيها )).
صفحه ۱۴
(23) حدثنا محمد بن عبيد [المحاربي]، قال: نبأني قتيبة [بن سعيد الثقفي]، قال: نبأني [عبد الله] بن لهيعة، عن أبي عمرو [الأوزاعي]، عن دراج (1) ، عن أبي الهيثم [سليمان بن عمرو العتواري]،
عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قلت: يا رسول الله ، أي عباد الله أفضل درجة عند الله يوم القيامة ؟ قال: {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات} [الأحزاب: 35]، قال: قلنا: يا رسول الله، من الغازين في سبيل الله ؟ فقال: (( لو ضرب بسيفه الكفار والمشركين حتى ينكسر أو ينخضب دما لكان ذكر الله عز وجل أفضل درجة، ومامن الله على عبد منا بأفضل من أن يلهمه ذكره )) (2).
(24) حدثنا عبيد [ بن أبي هارون]، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا أبو عاصم النبيل، عن عبدالحميد، عن جعفر، عن حسين، عن عطاء، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر،
عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( مامن الله جل وتعالى على عبد أفضل من أن يلهمه ذكره )) (3) .
(25) حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا موسى بن عبيدة [الربذي]، قال: حدثنا أبان [بن صالح]،
عن الحسن: أن رجلا كان إذا خرج لايمر برجل أو رجلين أو ملأ إلا أمرهم بذكر الله تعالى، ويقول: حدثني حذيفة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( من أمر ملأ بذكر الله كان له مثل أجورهم، من غير أن ينقص من أجورهم شيئا )) (4) .
*****
صفحه ۱۵
(26) حدثنا عبد الله [بن أبي زياد]، عن سيار [بن حاتم]، عن جعفر بن سليمان، عن ميمون الصيرفي (1) ، عن أبي معشر [زياد بن كليب] (2) ،
عن إبراهيم [النخعي]، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما أصبحت الدنيا من ذي صباح إلا تنادت البقاع بينها، تنادي الأرض السبخة الأرض الطيبة: ياجارتاه هل مر بك عبد صالح صلى عليك ركعتين ؟ )) (3).
(27) حدثنا حسن بن حسين [العرني]،
يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ))إذا مات المؤمن وقف قريناه عند قبره فيسبحان ويحمدان، فيقولان: ربنا نذهب إلى المشرق أو إلى المغرب، أو نصعد إلى السماء ؟ قال: فيوحي الله عز وجل: قفا عند قبره فاكتبا ماكان يعمل حتى أبعثه (( (4) .
صفحه ۱۶
(28) حدثنا علي بن منذر، عن ابن فضيل، قال: حدثنا عمر بن ذر [بن عبد الله الهمداني]، عن أبيه (1) ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى نفر من أصحابه فيهم عبد الله بن رواحه يذكرهم بالله، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سكت. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ذكر أصحابك )). فقال: يا رسول الله أنت أحق مني. فقال: (( أما أنكم للذي أمرني الله تعالى أن أصبر نفسي معهم، ثم تلا عليهم: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا}[ الكهف: 28] . قال: وماقعد عدادكم قط يذكرون الله إلا قعد معهم عددهم من الملائكة، فإن حمدوا الله عز وجل حمدوه، وإن سبحوا الله سبحوه، وإن كبروا الله كبروه، وإن استغفروا الله عز وجل أمنوا، ثم عرجوا إلى ربهم فسألهم وهو أعلم منهم: أين ومن أين (2) ؟ قالوا: رأينا عبيدا لك من أهل الأرض ذكروك فذكرناك. قال فيقول: ماذا قالوا ؟ فقالوا: ربنا حمدوك. قال: أنا أول من عبد، وأحق من حمد. قالوا: سبحوك. قال: مدحي لاينبغي لأحد غيري. قالوا: ربنا كبروك. قال: لي الكبرياء في السموات والأرض، وأنا العزيز الحكيم. قالوا: ربنا استغفروك. قال: أشهدكم أني قد غفرت لهم. قالوا: ربنا فيهم فلان وفلان. قال: هم القوم لايشقى بهم جليسهم )) (3) .
صفحه ۱۷
قال عمر بن ذر: قد ذكرت ذلك لمجاهد، فوافق أبي في هذا الحديث، يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
*****
(29) حدثنا عبد الله بن داهر، عن عمرو بن جميع، عن جعفر [بن محمد]، عن أبيه،
عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( من فتح له باب دعاء فتح له باب إجابة ورحمه، فلذلك قوله تعالى: {ادعوني أستجب لكم}[غافر: 60] )) (1) .
(30) حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني أحمد بن صبيح الأسدي، قال: أنبأنا (2) السري بن عبد الله السلمي (3) ، عن أبي الجارود [زياد بن المنذر]، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، قال:
سمعت عبد الله بن محمد بن علي [بن أبي طالب] يحدث أبي، قال: يا أبا إبراهيم إن أبي حدثني (4) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسري به إلى سماء الدنيا، ثم الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة، قال: (( فلقيت إبراهيم عليه السلام، فقال: يامحمد ، اقريء أمتك مني السلام (5) وأخبرهم أن الجنة قيعان طيبة تربتها، عذب ماؤها، فاسحة أرضها ، وأن غرسها التهليل، والتسبيح، والعمل بطاعة الله تبارك وتعالى)) (6) .
صفحه ۱۸
(31) حدثناحسين بن نصر، عن خالد بن عيسى، عن حصين، عن جعفر،
عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السموات والأرض )) (1).
(32) حدثنا أبو كريب، عن حفص، عن حجاج [بن أرطأة] (2) ،
عن أبي جعفر [الباقر]، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أشد الأعمال ثلاثة: إنصافك الناس من نفسك، ومؤاسات الأخ في المال، وذكر الله عز وجل على كل حال )) (3) .
(33) حدثنا عباد بن يعقوب، عن سعيد بن عمرو المنيري (4) ، عن مسعدة [بن صدقة]، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))إن أعظم مشيعي الجنازة أجرا، أكثرهم لله ذكرا (( .
(34) حدثنا جعفر بن محمد التميمي، عن عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد (5) ، عن أبيه، عن علقمة بن مرثد، وإسماعيل بن أمية القرشي، قالا:
صفحه ۱۹
قال الربيع بن خثيم: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( مامن ساعة تمر بابن آدم لايذكر الله فيها إلا كانت حسرة عليه يوم القيامة وإن دخل الجنة )) (1) .
(35) حدثنا جعفر بن [محمد] بن عمران، عن أبي أسامة [حماد بن أسامة الهاشمي]، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند [الفزاري]،
عن أبيه (2) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنجى الناس من عذاب الله، أكثرهم ذكرا لله عز وجل )) (3) .
*****
(36) حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا جعفر، قال:
حدثنا ثابت البناني، قال: بلغنا أن موسى عليه السلام، قال: يارب، من أهلك الذين هم أهلك، الذين تظلهم في عرشك ؟ قال: المتحابون بجلالي، الطاهرة قلوبهم، والنقية أبدانهم، الذين إذا ذكروا الله ذكرت بهم، والذين يأوون إلى ذكري كما تأوي النسور إلى أوكارها، والذين يتكلفون بذكري كما يتكلف الصبي باللباس (4)، ويغضبون لمحارمي إذا استحلت كما يغضب النمر إذا حرب (5) .
صفحه ۲۰