طويلة تمتد من منتصف القرن الثاني الهجري حتى زمانه ، ولعله أيضا تناول خطط بغداد في أقسامه الأولى ، يبدو ذلك من قول ابن القادسي : «وله تاريخ مدينة السلام على وضع كتاب الخطيب ، وهو كتاب نفيس ، وقد ذكر فيه أقواما ذكر أنهم لا يعرفون ، وقد عظمهم هو ووصفهم» (1).
وممن جمع تاريخا تراجميا لبغداد قوام الدين أبو إبراهيم الفتح بن علي بن محمد بن الفتح بن أحمد بن هبة الله البنداري الأصفهاني الأديب مترجم الشاهنامة المتوفى سنة 643 (2).
وكتاب البنداري هذا رأيت منه الجزء الأول بدار الكتب الوطنية في باريس بخطه ونقلت عنه فوائد (باريس 6152) وذكر أنه فرغ منه بدمشق في الثامن من رجب سنة 639. وتوجد اليوم منه نسخ مصورة في العراق. وخطته في التراجم أن يختار من كتاب الخطيب وابن السمعاني وابن الدبيثي نصا. وفي الكتاب بعض ذاتية للمؤلف.
وذكر كمال الدين عبد الرزاق المعروف بابن الفوطي تاريخا لبغداد لا نعرف عنه شيئا ، فقال في ترجمة قوام الدين وفخر الدين أبي الفرج علي بن عمر الأنباري المعروف بابن الحداد المتوفي سنة 603 : «رأيت ذكره في «مشيخة» مجيب الدين أبي الحسن علي بن علي بن منصور الحائري الخازن وقد ذكر قوام الدين وشكره ووصفه بالفضل والعلم والمعرفة وقال : كان كاتبا سديدا ورتب ناظرا بالبلاد الحلية ... وطالعت كتاب «الروض الناضر في أخبار الإمام الناصر» [لابن الساعي] وقال : لم يزل على عمله إلى أن توفي سنة ثلاث وست مئة ، وله شعر وله كتاب «نخبة الانتقاد من تاريخ بغداد» (3).
صفحه ۶۱