سنة 1938 م.
وذكر السخاوي عند كلامه على تواريخ بغداد أن تاج الدين علي بن أنجب المعروف بابن الساعي البغدادي المتوفى سنة 674 ه قد ذيل على ذيل ابن النجار ، وقال : يقال : إنه في نحو ثلاثين مجلدا» (1) مما يدل على أنه لم يقف عليه. وذكر حاجي خليفة (2) أنه ذيل على تاريخ بغداد الذي ألفه ابن المارستانية المتوفى سنة 599 ه. وتاريخ ابن المارستانية هذا هو في تاريخ مدينة السلام ، ذكر ابن القادسي أنه على وضع كتاب الخطيب (3)، فما أظنه ذيلا عليه.
وهذا الذي ذكره السخاوي وحاجي خليفة لم أجد له أصلا عند المتقدمين ولا عرفته من ترجمة ابن الساعي ، فالمحفوظ أن ابن الساعي ألف مجموعة كبيرة من التآليف ، كان من أشهرها وأضخمها تاريخه الوسيع الذي أكثر النقل منه الملك الغساني صاحب كتاب «العسجد المسبوك» ، وابن كثير في «البداية والنهاية» ، كما صرح في ترجمته (4)، وأشار إليه في العديد من المواضع ، وغيرهما. وذكر الذهبي أن ابن الساعي ترجم لابن النجار في تاريخه الذي ذيل به على «الكامل» لابن الأثير ، فقال ، كما نقلت من خطه : «وقال ابن الساعي في تذييله على ابن الأثير أنه مات في منتصف شعبان ... إلخ» (5)، وقال في ترجمته من تاريخه : «وذيل على الكامل لابن الأثير» (6).
فالذي ذكره الذهبي هو الأليق بتاريخ ابن الساعي الذي تدل النقول منه أنه
صفحه ۵۸