وكان تاريخ ابن النجار تاريخا حافلا ، ذكر الإمام الذهبي في «تذكرة الحفاظ» أنه في ثلاث مئة جزء (1)، وذكر في «السير» أنه في مئتي جزء (2)، وما أظنه أصاب في أي منهما ، ولعله كان يتكون من مئتين وأربعين جزءا ، إذ أن آخر ما في المجلد العاشر المحفوظ بالمكتبة الظاهرية بدمشق هو الجزء الستون بعد المئة ، وهو من نسخة تتكون من خمسة عشر مجلدا ، كما سيأتي بيانه بعد قليل ، فإن المجلدات الخمسة الباقية لا بد أن تحتوي على ثمانين جزءا.
أما عدد مجلدات الكتاب فتختلف باختلاف النساخ ، فقد ذكر تلميذه وصديقه تاج الدين علي بن أنجب المعروف بابن الساعي البغدادي خازن الكتب بالمدرسة المستنصرية والمتوفى سنة 674 ه أنه قرأ عليه هذا الكتاب وأنه كان في ستة عشر مجلدا (3)، وكذا ذكر مؤلف الكتاب المسمى بالحوادث (4) وابن كثير (5) وهما ينقلان عادة من تاريخ ابن الساعي. فلعل هذه النسخة هي نسخة المؤلف التي بخطه. وذكر شمس الدين السخاوي أنه في «سبعة عشر مجلدا (كذا) بخط الجمال ابن الظاهري في الأوقاف التي بجامع الحاكم ، وفقد بعضه» (6)، لكنه ذكر في موضع آخر أنه في خمسة عشر مجلدا ، وهو الأصوب ، فقد فصل القول في الضائع منه ، فذكر عند الكلام على الكتاب الذي شرع في تأليفه وأصله من «تاريخ الإسلام» للذهبي أنه استوفى عليه مجموعة من الكتب ذكر بعضها وقال : «واليسير من «تاريخ بغداد» للخطيب ، والمجلد الثاني والثالث من «الذيل» عليه لابن النجار وأولهما محمد بن حمزة بن علي بن طلحة بن علي ،
صفحه ۵۴