المستشرق الألماني هلموت ريتر سدوا به نقصا كان في نسخة كوبرلي ، وجزء واحد من آخر الكتاب محفوظ بدار الكتب المصرية ، تاركين جميع النسخ الأصلية والعتيقة التي نسخت في المئة السادسة وغيرها من النسخ. والظاهر أن القائمين على نشر الكتاب قد كلفوا أحد النساخ المصريين بنسخ الكتاب وطبعوه اعتمادا على ما نسخ مع ما وقع فيه هذا الناسخ من أخطاء في القراءة ورسم بعض الحروف. كما أن القائمين على تصحيح الكتاب لم يعتنوا بمقابلة المنسوخ على الأصل المنتسخ منه ، فسقطت مئات الجمل والكلمات والفقرات في مطبوعتهم مما هو موجود فيما اعتمدوه ، فضلا عن أن الناشرين قد وسدوا تصحيح الكتاب إلى أناس غير متخصصين بموضوع الكتاب ، فكثرت الأخطاء وانتشر التصحيف والتحريف والسقط فيها بحيث سقطت قيمتها ، كما نوه بذلك عدد من أهل العلم ، منهم الأستاذ الدكتور أكرم العمري حين قال : «إن مواضع السقط كثيرة ... وأما الأخطاء التي وقعت في طبعة تاريخ بغداد فكثيرة ، منها ما يتعلق بتصحيف الأسماء وقلبها واختلاط إسناد رواية بإسناد رواية أخرى مع سقط الرواية الأولى ، أو سقوط اسم وسط السند ، وغير ذلك» (1). ومنهم الأستاذ الفاضل الدكتور خلدون الأحدب حيث قال : «إن هذه النسخة المطبوعة من تاريخ بغداد كما هو معروف عند أهل العلم والباحثين ، فيها من أنواع التصحيف والتحريف والسقط والقلب ما يوجب الرجوع إلى النسخ الخطية منه ، لتقويم النصوص واستدراك ما يكون فيها من سقط» (2).
وقد وفقنا الله سبحانه وتعالى إلى تحقيق هذا الكتاب الجليل بمعاونة صديقنا الفاضل الأستاذ الحاج حبيب اللمسي صاحب «دار الغرب الإسلامي» حين وظف لهذا المشروع ، كما هو دأبه أبدا ، إمكاناته المادية والأدبية خدمة
صفحه ۴۵