** خامسا : التنظيم على البلدان :
يراد بالتنظيم على البلدان أن يجمع المؤلف رجال أو تراجم كل بلد في مكان واحد من الكتاب ، ثم يرتبهم على حروف المعجم أو الطبقات أو الأنساب ، وهو غير تخصيص كتاب بعينه لبلد معين ، كما سنبينه لاحقا.
وقد ظهر التنظيم على البلدان عند المحدثين منذ فترة مبكرة ، فنظم كل من ابن سعد «ت 230» وخليفة بن خياط «ت 240» كتابيهما على البلدان. ورتب الإمام مسلم «ت 261» كتابه «الطبقات» على البلدان أيضا. وكذلك فعل ابن أبي خيثمة «ت 279» في كتابه «التاريخ الكبير». وكتب ابن حبان «ت 345» كتابه المشهور «مشاهير علماء الأمصار» وقسمه إلى ستة أقسام كبيرة هي : الحجاز ، والعراق ، والشام ، ومصر ، واليمن ، وخراسان.
وكان نصيب كل مدينة يتوقف على مدى نشاط الحركة الفكرية فيها وكثرة من نسب إليها من العلماء.
** محتويات كتب الرجال والتراجم :
تكلمنا فيما تقدم على أساليب عرض كتب الرجال وتأثر كتب التراجم بها ، ثم لاحظنا بعد ذلك تفننا في محتويات هذه الكتب ، فهي إما أن تكون شاملة ، وهي الأقل ، أو تكون مختصة بفئة معينة. ويقع عند كثير من الباحثين خلط بين أساليب العرض والمحتوى ، وهو مما يتعين التفريق بينهما ، فالمحتوى قد يعرض بأي من أساليب العرض : على الطبقات ، أو الأنساب ، أو حروف المعجم ، أو البلدان ، أو الوفيات.
لقد بينا أن كتب الرجال هي الأصل لأنها كانت تلبي حاجات المحدثين في معرفة الرواة جرحا وتعديلا ، ثم انتقلت لتشمل النواحي الأخرى في الحركة الفكرية العربية الإسلامية وهو ما عرف بالتراجم ، وأبرز كتب المحدثين تناولت :
صفحه ۲۴