وهي الطريقة التي ابتدعها البخاري في تاريخه الكبير في كثير من جوانبها ، وسيأتي مزيد ذكر لها عند الكلام على منهج المؤلف ابن الدبيثي في كتابه هذا.
على أن كثيرا من المؤلفين المتأخرين في الرجال والتراجم وجدوا في هذا الترتيب المزدوج على حروف المعجم ثم على الوفيات صعوبة وإرباكا لا سيما بعد أن توفرت مادة أجود عندهم فعدل الكثير منهم إلى الترتيب على حروف المعجم في الأسماء والآباء والأجداد مع اعتبارات يسيرة مثل تقديم المحمدين على غيرهم ، أو تقديم الأحمدين في حرف الألف على غيرهم.
إن أفضل كتاب منظم على حروف المعجم من حيث المنهجية والترتيب هو كتاب «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» لحافظ عصره أبي الحجاج يوسف المزي «ت 742 ه» (1)، فقد رتب التراجم على حروف المعجم المشرقية في أسمائهم وأسماء آبائهم وأجدادهم وهلم جرا ، لكنه بدأ في حرف الألف بالأحمدين ، وفي حرف الميم بالمحمدين لشرف هذين الاسمين. ثم رتب في نهاية الأسماء فصول الكنى والأنساب والألقاب والمبهمات على حروف المعجم أيضا ، وجعل النساء في آخر الكتاب ورتبهم على الترتيب المذكور في الأسماء والكنى والأنساب والألقاب والمبهمات ، وعمل إحالات للأسماء الواردة في كتابه بحسب شهرته أو وروده في الروايات ، وجعل كثيرا من هذه الإحالات في صلب الكتاب ، كما أفاد من فصول الكنى والأنساب والألقاب والمبهمات في عمل الإحالات ، وهي فهارس قلما نجدها في عصرنا الحديث هذا لصعوبتها.
لقد صار هذا التنظيم نموذجا لكثير من الكتب التي جاءت بعده ، فأفاد منه غير واحد ، لا سيما الكتب التي جاءت بعده ، نذكر منها «الوافي» للصفدي ،
صفحه ۲۱