ذكر ما جرى عليه أمر فخر الدولة
لما صار إلى قزوين بعد هزيمته من همذان قفل عنها إلى بلاد الديلم وحصل بهوسم [1] وأقام بها مدة. وترددت بينه وبين قابوس بن وشمكير [2] مراسلات وأيمان وعهود سببها الاجتماع على عداوة عضد الدولة ومؤيدها، ثم سار إلى خراسان لاستنجاد صاحبها.
ودخلت سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة [25]
كان عضد الدولة أنفذ أبا نصر خرشيد يزديار [3] إلى قابوس برسالة يستصلحه فيها فعاد بجواب ظاهره المغالظة وباطنه الملاينة [4] فسأل عضد الدولة الطائع لله أن يعقد لمؤيد الدولة أبى منصور على أعمال جرجان وطبرستان وينفذ اليه العهد واللواء والخلع السلطانية فأجابه إلى ذلك.
وجلس فى محرم هذه السنة وجرد أبا حرب زيار بن شهراكويه إلى مؤيد الدولة عدد كثير وضم اليه أبو نصر خواشاذه وأصحاب خزائن المال والثياب والسلاح فوصلا إلى مؤيد الدولة وهو معسكر بظاهر الرى وأوصلا اليه الخلع السلطانية فلبسها وركب فى العسكر وسار.
فلما انتهوا إلى استراباذ وبينها وبين طبرستان عشرة فراسخ وقابوس مقيم بها حفر بظاهرها خندقا أجرى فيه المياه وبنى عليه أبراجا رتب فيه الرماة وعمل على المطاولة ولم يهمل مع ذلك الاستعداد للمواقعة إن دعته ضرورة
صفحه ۲۴