ذیل نفحه الریحانه موافقا للمطبوع
ذيل نفحة الريحانة موافقا للمطبوع
پژوهشگر
أحمد عناية
ناشر
دار الكتب العلمية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
1426ه-2005م
محل انتشار
بيروت / لبنان
ژانرها
وأنا أسأل الله بجاه سيد الكونين ، أن يطوي شقه البين من بين ، ويقر برؤيتكم | النفس والعين . لأبل غليل الفؤاد برؤيا تلك الذات ، المستجمعة لشرائف الصفات . إنه | على ما يشاء قدير ، وبالإجابة جدير . وبعد ؛ فقد ورد المشرف الكريم ، فتلقيناه بالقبول | والتكريم . واجتنينا من ثماره اليانعة باكورة النظم والإنشاء ، وقلنا من غير ريث : ^ ( إن | الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ) ^ ( آل عمران : 73 ) وضمنه الغادة المجلوة كالعروس ، على | أرائك الطروس . التي لو رآها ابن هاني لم يهن له بعدها عيش ، والمتنبي لنبا به مألف | الوطن وخامر فكره الطيش . وأبو فراس الحمداني لحمد هذا الصنيع ، وقال : أنى يدرك | الظالع شأو الضليع ولما عدوا أنفسهم ممن يسبحون في لجة القريض ، ولقالوا عند ذلك | عجزا : حال الجريض . وذلك لما اشتملت عليه من كلمات أرق من نسمات الأسحار ، | فأطربت بحس معانيها ولا طرب ساجعات الأطيار . بل ولا طرب الأغاني ، لدى رنات | المثاني . وبلاغة ألفاظ ، لا تسمح بها قريحة قس في سوق عكاظ . فسرحت طرفي في | مشيد بيوتها الأنيقة المتينة ، وكلفت بها ولا كلف جميل بثينة . فلله درك من أديب | مجيد ، يتحلى بنثرك ونظمك النحر والجيد . فلا زلت منبع الآداب والدرر ، منتديا من | لآلئها جواهر الغرر . ولا برحت مركز الإحاطة بتلك الديار ، وبحماك المنيع تلقى عصا | التسيار ، بجاه النبي المختار ، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار ، وشيعته وصحبه | الأخيار . هذا ، وقد تطفلت على الجناب الكريم بامتداحي له بهذه الأبيات ، الحرية بعدم | الإثبات . مع علمي أني لست من فرسان هذا الميدان ، ولا ممن هو فيه طلق العنان . | وإن الأخ المكرم ، والصديق المفخم ، من أعيان الكرام ، الذين شيمهم الصفح والستر | على وصمة محبيهم إن زلت بهم الأقدام . وما قصدي بذلك إلا ارتياض القريحة ، | وحفظ المودة الصحيحة . واستمطار سحب طبعه الرقيق ، واستمرار كرم خلقه الرفيق . | | وها هي تسعى خجلى إليكم ، سعي المتطفل عليكم . فالمراد والمأمول ، إسدال ستر | القبول . والسلام . فأجابه سيدي عبد الرحمن عابدي عن ذلك ، بهذه القصيدة اللطيفة ، | والرسالة المنيفة ، وهي : + ( الكامل ) + |
زارت بلا وعد ولا ميعاد
وما لها غير سناها هاد
تمشي الهوينى في مروط مشيها
مشي الكرى في جفن ذي السهاد
فغار منها البدر واعتل الصبا
وفاح نشر بشذاها النادي
وغرد الطير بأغصان الربا
مذ جرت الذيل على الوهاد
تهزا بزهر الروض في أنفاسها
لا بل بزهر الأفق باتقاد
فقمت إجلالا لها لما أتت
وقلت هذا مقتضى مرادي
أفض عنها ختمها كأنني
أبحث عن ذخائر الفؤاد
وأجتلي منها عرائس المنى
وأجتني غرائس الوداد
فلست أدري أسقيط الطل في الأوراق
أم وشي على الأبراد
أم النهار انهار في أدراجها
أم ذاب مسك الليل في المداد
أم اللآلي نضدت سطورها
أم طرز البرق رداء الهادي
أم حبب دار بكاسات الطلا
أم عنبر ديف بماء الجادي
أم ثغر ليلى أم ثنايا زينب
أم عقد سعدى أم حلى سعاد
أستغفر الله فأنى تستوي الأرواح
في التمثيل بالأجساد
بل هذه أنفاس سحبان الذي
ليس لقس معه أيادي
الفاضل الحبر اللبيب اللوذعي
الألمعي الكوكب الوقاد
من شعره والدر شيء واحد
ونثره والزهر في اتحاد
من لطفه أزرى ببانات الصبا
وجوده قد أخجل الغوادي
إن حل نظما فالبديهي حاضر
أو ضم نثرا فالحريري باد
أو ماس فوق الطرس غصن يراعه
يا خجلة المياس والمياد
ما السحر إلا نفثة من شعره
مع أنه من أعبد العباد
كم حل غاية مقفل لم يظفر السكاك
في المفتاح بالمبادي
كنز الدقائق بهجة الطلاب في
أسنى المطالب مجمع الإرشاد
بحر الفضائل روضة الآداب بل
نهر الفواضل نفحة الإمداد
مولاي يا بدر الكمال المرتقي
أوج العلا بالعز والإسعاد
|
صفحه ۶۸