"""""" صفحة رقم 18 """"""
ونبتهل إلى الرب الرحيم بخالص الدعا ، ونتوسل إليه سبحانه في كل صباح ومسا .
أن يجمع شمل كل مشتاق ، ويشمل شملنا بلذيذ القرب بعد أليم الفراق . بمشاهدة تلك
الذات الشريفة العلية ، والأخلاق الحميدة العمادية . ويديم لحضرته طول البقا ، ليدوم
عمادنا بجنابه مشيدا في مزيد الارتقا . وجعله من حفظه وكلأته في حرز حريز ، ) وما
ذلك على الله بعزيز ) ) إبراهيم : 20 ) . وجعل حجكم المبارك مبرورا ، وسعيكم الناجح
مشكورا . إنه سميع مجيب ، وداعيه سبحانه لا يخيب . والسلام ، على الدوام .
2 - محمد بن حسين القاري
ماجد خلقه منزع هدى وإيقان ، وخلقه متوقع تكميل وإتقان . يفجر المعروف غصنه
المهتصر ، من أكرم العنصر الزاكي وأطيب المعتصر . فهو مخصوص بعوارف
الألطاف ، وبرد وجاهته لم يزل حالي حلى الأعطاف . اصطبح العزة واغتبق ، وتناول
قصب الغايات فاستبق . إلى تحمل أوسع القلوب انشراحا ، وتجمل لم يبق على الدهر
اقتراحا . ولطف إذا ذكر أنسى ذكر الراح ، وطرف إن لحظ تعين أنه الماء القراح . ورتبته
في المجد متعينة ، ومزيته للفضل متبينة . يحرص على فائدة يلتقطها ، أو عائدة يغتبطها .
أو مواساة لخل يفتقده ، أو تدين لجميل يعتقده . فأوضح طرق المكارم وهي طوامس ،
وردع أسراب الخطوب فهي إلا عن عداه شوامس . وروض أدبه موشى بالبديع
موشع ، وميدان جولانه في القريض مرحب موسع . وأنا مداحه الذي أباهي به
وأفاخر ، وودي كله له من الأول إلى الآخر . وقد أنجب فرعا فرع وأصل ، وتحصل له
من توافر أمانيه ما به إلى الغاية القصوى توصل . اقتنص الشوارد وافترس ، واحتمى
بصيانة الله واحترس . أقول في شأنهما مقالة ابن المطرف ، بغية المستطرف ، وغنية
المستظرف : ( الكامل )
من ذا يكون كمن مدحت وكابنه
وصفا فشمس ضحى وبدر كمال
اثنان متحدان في وصف العلا
كبراءة مع سورة الأنفال
وقد أثبت من أدبه ما يستعير عرفه الريح الناسم ، ويحسد اتساقه الثغر الباسم . فمن
صفحه ۱۸