بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذى أحاط بكل شىء علما وأحصى كل شىء عددا والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على محمد سيد ولد آدم من الانتهاء إلى الابتدا مستمرين من اليوم إلى أن يبعث الناس غدا أما بعد فإننى كنت علقت تاريخا خاصا بأعيان المائة الثامنة التى ولدت في أثنائها فلما شارف بأن يكمل رأيت المائة التى تليها قد دخل منها أكثر من الثلث فأردت أن أضع على ذلك الأول ذيلا يشتمل على الأعيان المختصة بالثانى فالتمس منى بعض الأحبة الأعزة أن أجعل هذا الثانى على السنين لتحقق عدم استيعاب المائة الناسعة فأجبت سؤاله وأوردت في هذا التعليق أسماء من اطلعت على خبره ولم أتعرض لتراجم الشاميين خصوصا اكتفاء بما كتبه لى مؤرخها حفظه الله تعالى آمين
صفحه ۲۵
ذكر من مات في سنة إحدى وثمانمائة
1- أحمد بن أبى بكر بن محمد العبادى شهاب الدين الحنفى
تفقه على السراج الهندى وحصل ودرس ثم صاهر شمس الدين القليجى وناب فى الحكم بعد أن وقع على القضاة وكان يحسن إلى الطلبة ويدنيهم ولهم عليه في كل سنة يوم يذهب بهم إلى الربيع ويضيفهم وجرت له مع يلبغا السالمى كائنة أهين فيها ثم أعيد إلى مناصبه إلى أن مات في تاسع عشر شهر ربيع الآخر
2- أحمد بن أحمد بن محمد الطولونى شهاب الدين الحجار
كبير المهندسين في العمائر كان يلبس بزى الأمراء وعظم قدره لما تزوج السلطان أخته ثم أعطاه إمرة عشرة ومات في شهر رجب
3- أحمد بن أحمد بن عبد الله الزهورى
كان أصله من العجم وقدم دمشق وهو يهذى في حديثه واتفق أن برقوق لما كان بدمشق رأى في المنام أنه ابتلع القمر بعد أن صار في هيئة رغيف فلما أصبح مر بالزهورى فصاح به يا برقوق أكلت الرغيف؟ فاعتقد صلاحه فلما أفضى إليه الأمر أحضره إلى القاهرة وأفرط في تعظيمه بحيث كان يحضره مجلسه فربما بصق في وجهه وسبه ولا يتغيرمنه وكان يدخله على الحرم ولا يحتجبن منه وكان يكاشف كثيرا بالأمور التى تقع على وفق ما يقول فيعظم اعتقادهم فيه ومات في صفر
صفحه ۲۶
4- أحمد بن علي بن محمد الحسينى الشريف شهاب الدين ابن شقائق
كان من كبار العدول وأعيان الأشراف بمصر مات في جمادى الأولى
5- أحمد بن عيسى بن موسى بن سليم بن جميل عماد الدين أبو عيسى المقيرى
الكركى العامرى الأزرقى الشافعي ولد في شعبان سنة إحدى أو اثنتين وأربعين وقرأ المنهاج في صباه واشتغل ببلده ثم رحل إلى القاهرة وسمع بها من أبى نعيم بن الأسعردى ويوسف بن محمد الدلاصى في آخرين وسمع بالقدس من البيانى وغيره وقد جمع له الحافظ أبو زرعة ابن العراقى مشيخة وحدث بها وسمعتها منه وقد حدث ببلده قديما سنة ثمان وثمانين وقبلها وولى قضاء الكرك بعد أبيه وعظم قدره ببلده بحيث صار أهلها لا يصدرون إلا عن رأيه وقد قدم القاهرة مرارا منها سنة اثنتين وسبعين وسنة اثنتين وثمانين ولم يزل في بلده معظما إلى أن سجن الظاهر برقوق بالكرك فقام هو وأخوه علاء الدين في أمره وحرضا أهل البلد على نصرته فكافأهما بعد أن عاد إلى السلطنة بأن قرر علاء الدين في كتابة السر وعماد الدين في قضاء الشافعية وذلك في شهر رجب سنة اثنتين وتسعين فباشر بحرمة وتصميم في الأحكام وعدم التفات إلى رسالات الأكابر إلى أن تمالئوا عليه ونسبوه إلى عدم معرفة المصطلح والإمساك المفرط والاستكثار من النوناب وهو أول من فعل ذلك من قضاة الديار المصرية واستمر بعده وعسرت إزالته مع توفر دواعى الملك على ذلك ولا يتم فصرف عن القضاء في آخر سنة أربع وتسعين واستقر الصدر المناوى في رابع المحرم سنة خمس وتسعين وأبقى السلطان
صفحه ۲۷
مع العماد من وظائف القاضى تدريس الشافعي وتدريس الحديث بالجامع الطولونى والنظر على وقف الصالح بن قلاوون فارتفق بذلك إلى أن شغرت خطابة القدس في سنة تسع وتسعين فقرر فيها وانتقل إلى القدس وأقام به منجمعا عن الناس مقبلا على العبادة إلى أن مات في سابع عشر شهر ربيع الأول وهو أول من كتب له عن السلطان الجناب العالى وكان من قبله يكاتبون بالمجلس العالى
6- أحمد بن محمد بن عبد الرحمن البلبيسى تاج الدين خطيب جامع الخطيرى
ببولاق ولد سنة ثمانى عشرة وسبعمائة ولم يتفق له سماع على قدر سنه بل سمع وهو كبير بمكة من كمال الدين بن حبيب معجم ابن قانع وأسباب النزول وسنن ابن ماجة وحدث بذلك عنه مرارا وولى أمانة الحكم مدة يسيرة ودرس بالجامع المذكور إلى أن مات في ربيع الأول وأظننى سمعت عليه لكن لم أظفر بذلك الآن
7- أحمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله بن عواض بن نجا بن حمزة بن نهار بن
يونس بن حاتم المالكى ناصر الدين بن كمال الدين الإسكندرانى سبط ابن التنسى بفتح المثناة والنون ثم مهملة كان يذكر أنه من ذرية الزبير بن العوام اشتغل ببلده وكان من الأذكياء فمهر في عدة فنون ثم ولى قضاء بلده في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة ثم صرف بابن الربعى ثم أعيد ثم صرف مرارا إلى أن ولى قضاء الديار المصرية في ذى القعدة سنة أربع وتسعين فباشره إلى أن مات
صفحه ۲۸
وكان عاقلا متوددا كثير المال عفيفا في المباشرة سليم الصدر طاهر الذيل ولم يزل على ذلك إلى أن مات في شهر رمضان وقد علق على التسهيل شرحا وعلى مختصر ابن الحاجب في الأصول
8- أحمد بن موسى الحلبى شهاب الدين الحنفى
اشتغل ببلده ثم قدم القاهرة وناب في الحكم وشارك في الفضائل ومات في شهر ربيع الأول
9- أرغون شاه الابراهيمى، نائب السلطنة بحلب.
كان في أول أمره خزندار السلطان ثم أرسله إلى حلب حاجبا فلم يمكنه الناصرى وهو حينئذ نائب السلطنة بها فولاه السلطان نيابة صفد ثم طرابلس ثم حلب في سنة ثمانى مائة فباشرها مباشرة حسنة بعقل وتؤدة وعدل وشجاعة ومما ذكره لى القاضى علاء الدين بن خطيب الناصرية من عدله أن شخصا ادعى عنده في جمل وهو ذاهب إلى صلاة الجمعة فأخر النظر في أمره حتى فرغ من الصلاة فمات الجمل فبذل الثمن من ماله وأنه استكرى جمالا لنقل الملح الذى في إقطاع النيابة فنهبهم بعض العرب فبذل لأصحاب الجمال أثمانها من ماله ومات في صفر وقد نيف على العشرين قليلا ويقال إنه سقى السم فمات
10- أمير حاج بن مغلطاى
ولى نيابة الإسكندرية والاستادراية بالقاهرة ثم نفاه الظاهر إلى دمياط فمات بها في ربيع الأول
صفحه ۲۹
11- برقوق بن أنص العثمانى الجركسى
قدم به خواجا عثمان فاشتراه يلبغا ثم كان ممن بقى من مماليك يلبغا بعده وسجن بالكرك ثم أطلق وخدم بدمشق عند منجك ثم خدم عند المنصور على في حياة والده الأشرف ثم كان أول ما أمر في زمان قيام ابنبك بأمور المملكة ثم لم يزل يترقى إلى أن ولى السلطنة في رمضان سنة أربع وثمانين وخلع منها في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وسجن بالكرك ثم خرج منها في ذى القعدة وكسر عسكر منطاش في المحرم سنة اثنتين وتسعين وأعيد إلى السلطنة إلى أن مات في نصف شوال وقد جاوز الستين
12- بكلمش العلائى
تنقل في الخدم وولى تقدمة ألف وأمير أخور ثم قبض عليه ونفى إلى القدس فمات به بطالا
13- حسن بن علي بن أحمد الكجكنى
ولد سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة وكان من أولاد الأجناد بطرابلس فترقى إلى أن ولى بها إمرة ثم كان ممن قدم مع يلبغا الناصرى إلى القاهرة فأمره بالكرك فاتفق أنه خدم الظاهر وهو مسجون بها ثم كان ممن قام في نصرته لما خرج منها فأمره بمصر وأرسله رسولا إلى ملك الروم وكان عاقلا عارفا بالخيل وجوارح الطير ما في شهر رجب
صفحه ۳۰
14- الحسين بن على الفارقى ثم الزبيدى شرف الدين
كان من أعيان أهل زبيد واستوزره الملك الأشرف إسماعيل بن العباس بن على صاحب تهائم اليمن في سنة سبع وثمانين ثم عزله بعد أربع سنين واستمر على وجاهته ورياسته وكانت له مكارم وفضائل ومعرفة بالطب وفى آل بيته جماعة من أعيان التجار رأيته بزبيد في سنة ثماني مائة ومات في النصف من شعبان هذه السنة
15- خلف بن حسن بن عبد الله الطوخى
كان منقطعا في داره مشهورا بالخير وشفاعته عند الأكابر مقبولة وزاره السلطان فعظم قدره في أعين الناس إلى أن مات في شهر ربيع الآخر
16- خلف بن عبد المعطى المصرى صلاح الدين
كان يتعانى المباشرات بالشهادة ثم ولى نظر المواريث مدة وولى الحسبة مرة ومات فى ربيع الأول
17- خليل بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الجليل المصرى المقرئ المعروف
بالمشبب قرأ على جماعة ممن تأخر وعنى بذلك واشتهر به وكان يذكر أنه سمع من البدر ابن جماعة وانقطع بزاوية بسفح الجبل المقطم وللناس فيه اعتقاد زائد وكان الظاهر يجله ويحترمه ويقبل شفاعته ويمكنه من الدخول إليه راكبا على حماره وكان منور الشيبة طيب النغمة بالقراءة صليت مرة وراءه فما سمعت قط مثله وهو الذى نهج
صفحه ۳۱
للقراء بالأنغام بهذه الطريقة وهو مراعاة ما يجب في القراءة من المد وغيره مع المحافظة على النغم وكان يكثر التزوج لأنه كان به داء الانتصاب فكانت المرأة لا تقوى معه على ذلك فيفارقها ويتزوج غيرها وهو قد جاوز الثمانين مات في شهر ربيع الأول
18- زكرياء بن ابراهيم بن محمد بن أحمد العباسى أبو يحيى المعروف بزكرى
الملقب المستعصم بن الواثق ولاه ابنبك بعد قتل الأشرف شعبان الخلافة عوضا عن المتوكل ثم أعيد المتوكل فلما كان من أمر قرط ومن معه ما كان أعاده الظاهر برقوق وخلع المتوكل وسجنه وذلك في سنة ثمان وثمانين ثم صرف في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وأعيد المتوكل فلزم زكرى داره إلى أن مات خاملا وكان عاميا يجعل الكاف في مخاطباته همزة محضة
19- شيخ بن عبد الله الخاصكى
كان من أخص مماليك الظاهر به وكان جميل الصورة جدا مع معرفة تامة وحشمة ومحبة للعلماء وفهم جيد وتزوج فتح الله والدته فاختص به وانتفع كل منهما بالآخر ووجهه إلى الكرك في أوائل هذه السنة في مهم له فقدرت وفاته هناك
20- شيخ الصفوى
تنقل في الخدم إلى أن أمر تقدمة ثم نفاه الظاهر إلى القدس ثم أمر بحبسه في المرقب فمات هناك في شهر ربيع الآخر وكان تائها صلفا معجبا منهمكا في لذاته
21- صندل بن عبد الله الطواشى الخزندار المنجكى
تنقل حتى ولاه الظاهر الخزندارية وكان يأتمنه ويعتمد عليه في تفريق الصدقة
صفحه ۳۲
وانتفع به جماعات ممن كان يعرفه قبل ذلك ومات في شهر رمضان
22- صرغتمش المحمدى
تنقل إلى أن ولاه الظاهر نيابة الإسكندرية في سنة تسع وتسعين وسبعمائة فمات بها فى جمادى الأولى من هذه السنة
23- عبد الله بن سعد بن عبد الكافى المصرى ثم المكى المعروف بالحرفوش
جاور بمكة أكثر من ثلاثين سنة وكان مشهورا بالخير وللناس فيه اعتقاد وينقل عنه إخبار بما سيكون فيقع كما قال واشتهر عنه أنه أخبر وهو بمكة بواقعة الإسكندرية قبل أن تقع وذلك في ابتداء مجاورته ومات بمكة في أوائل هذه السنة
24- عبد الله بن أبى عبد الله السكسيوى، الفقيه المالكى جمال الدين
اشتغل حتى برع ودرس وأفتى مع الدين والخير وكان بهادر المنجكى يعتنى به
صفحه ۳۳
وقد أخبر سنة حج الأشرف أنه رأى النبى صلى الله عليه وسلم في المنام وعمر يقول له يا رسول الله شعبان بن حسين يريد أن يجىء إلينا فقال لا ما يجىء أبدا فرجع الأشرف وقتل مات جمال الدين في شهر ربيع الآخر
25- عبد الرحمن بن عبد الكافى بن علي بن عبد الله بن عبد الكافى بن طاهر بن
موسى الحسنى زين الدين الطباطبى كان مؤذن الركاب السلطانى وكان الظاهر يقربه ويحب محادثته فاتفق أنه جلس فوق المحتسب جمال الدين العجمي فأنف من ذلك فذكر أنه رأى النبى صلى على عليه وسلم فعنفه على ذلك فركب إلى الشريف فاستحله
26- أمير على ابن الحاجب هو علي بن أحمد بن بيبرس
ولد في حدود الأربعين وتعانى القراءات حتى مهر فيها والعلاج حتى يقال كان يعالج مائة وعشرة أرطال وكان مشكور السيرة مات في شهر ربيع الآخر.
27- علي بن سنقر العنتابى
نقيب الجيش بالقاهرة مات في شهر ربيع الآخر
28- علي بن محمد الميقاتى نور الدين المعروف بابن الشاهد المنجم
كان عارفا بحل الزيج متقنا لفنه عمدة في كتابة التقاويم وكان يعرف الضرب بالرمل وغير ذلك من الأمور الغيبية مع سلامة فيه رأيته ملازما لباب داره يكتب في التقاويم جل نهاره وقد راج بأخرة على الظاهر برقوق فولاه مشيخة الطريقة وانصلح حاله ومات في شهر الله المحرم
صفحه ۳۴
29- علي بن محمد المقرئ نور الدين ابن القاصح
تعانى القراءات فمهر فيها وقرأ على المجد الكفتى وغيره وله قصيدة منظومة فى الفن وأخذ عنه عامة أصحابنا وكان يقرئ بجامع الماردانى بخط التبانة خارج القاهرة ومات في ذى الحجة
30- عمر بن أيدغمش الحلبى عتيق بنى النصيبى مسند الديار الحلبية
ولد سنة تسع عشرة وسبعمائة وسمع الكثير من العز ابراهيم بن صالح بن العجمي وكان خاتمة أصحابه بالسماع كما أن ابراهيم خاتمة أصحاب يوسف بن خليل بالسماع وكنت عزمت على الرحلة إليه لما دخلت دمشق سنة اثنتين وثمانمائة فبلغتنى وفاته قبل ذلك بقليل فإنه مات في رابع عشر ذى القعدة وكان في أول أمره جنديا يتعانى الصيد وله به معرفة تامة ثم لما كبر ترك الجندية وتعانى صناعة الفراء البيض المصيصى حتى مات
31- قديد بن عبد الله القلمطاوى
تنقل إلى أن ولى إمرة تقدمة ثم نقاه الظاهر إلى القدس فمات به بطالا في أوائل هذه السنة
صفحه ۳۵
32- قنبر بن عبد الله العجمي نزيل الجامع الأزهر بالقاهرة
كان عارفا بالمعقولات أقرأ الكشاف ومقدمة ابن الحاجب والطوالع وغير ذلك وكان جيد التعليم حسن التقرير لم يغير زيه الذى قدم به ولا نزع الكبنك وكان يطوف في الخلق بين العوام مطرحا للتكلف شهدت دروسه وسمعت تقريره وكان ينسب إلى التشيع مات في شعبان
33- كمشبغا بن عبد الله الحموى
كان ابن صاحب حماة اشتراه وهو صغير ورباه ثم قدمه للناصر حسن وأخذه يلبغا بعد قتل حسن ورقاه إلى أن صار رأس نوبة عنده ثم قبض عليه مع من قبض بعد يلبغا ثم خلص وخدم في بيت الأشرف ثم أمر بعد قتل الأشرف بدمشق وبحلب ثم عمل نيابة حماة ثم الشام ثم طرابلس وتنقل في هذه النبابات ثم سجن بطرابلس ثم أفرج عنه يلبغا الناصرى وكان معه لما غلب على مصر وولاه نيابة حلب فلما خرج برقوق من الكرك أعيانه بالرجال وإنمال ولما وقعت الوقعة انهزم إلى حلب فلما استقرت قدم الظاهر استدعاه وصيره أتباك العساكر وناب عنه في غيبته لما رحل إلى دمشق ثم إلى حلب ولم يزل في مرتبته إلى أن تنكر له الظاهر في أوائل سنة ثمانمائة فقبض عليه واعتقله بالإسكندرية فمات بها في شهر رمضان
34- محمد بن أحمد بن عمر العجلونى شرف الدين أبو بكر الحلبى يعرف
بابن خطيب سميرمين سمع من أبى عبد الله بن جابر الأندلسى ورفيقه أبى جعفر الغرناطى واعتنى بقراءة الحديث فكان يقرأ الصحيحين وقعت لى أشياء تتعلق بذلك وكان مشهورا بكنيته سمعت منه بمكة القصيدة الحلة السيرا ومات في صفر
صفحه ۳۶
35- محمد بن أحمد بن على المصرى الشيخ شمس الدين بن نجم الدين
الصوفى نزيل مكة كان من تلامذة الشيخ يوسف العجمي واشتهر بعده ثم تحول إلى الحجاز فجاور بمكة وبالمدينة نحو العشرين سنة واستقر بمكة يتعبد ويتجرد ويجاهد نفسه إلى أن مات فى شهر ربيع الأول وقد جاوز الستين
36- محمد بن حاجى بن محمد بن قلاوون الصالحى الملك المنصور بن المظفر بن
الناصر بن المنصور قرره يلبغا في السلطنة بعد قتل عمه الناصر حسن في جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وسار به إلى الشام وهو مراهق أو لما يبلغ فلما رجع ترعرع وأكثر الأمر والنهى فاستشعر يلبغا منه فنسبه إلى التهور والجنون وخلعه من السلطنة في شعبان سنة أربع وستين وقرر بدله ابن عمه الأشرف شعبان واعتقل المنصور بالحوش الذى فيه ذرية الناصر محمد بالقلعة إلى أن مات في المحرم وترك من الأولاد عشرة أنفس
37- محمد بن سعيد بن مسعود بن محمد بن مسعود بن محمد بن علي بن أحمد
ابن عمر بن إسماعيل النيسابورى ثم الكازرونى نزيل مكة نسيم الدين كان يذكر أنه من ذرية الشيخ أبى على الدقاق وأنه ولد سنة خمس وثلاثين واشتغل على أبيه وأجز له المزي وغيره من دمشق ومهر في الفقه والعربية والفنون وكان متعبدا ناسكا رضى الخلق حج سنة اثنتين وثمانين وجاور بها إلى أن رجع إلى بلاده في سنة ثمان وتسعين فاستمر بها إلى أن مات في هذه السنة بمدينة لآر وكان حسن التعليم انتفع به أهل مكة وأثنوا عليه وكان يتوجه إلى المدينة من طريق الماشى وضبط مسافتها بالخطا
صفحه ۳۷
38- محمد بن علي بن محمد بن علي بن ضرغام بن عبد الكافى البكرى المصرى
شمس الدين أبو عبد الله ابن سكر بضم المهملة وتشديد الكاف نزيل مكة ولد في حدود الثلاثين وعنى بالحديث والقراءات فسمع من يحيى بن المصرى وصالح بن مختار وعبد القادر بن الملوك وجمع كثير من أصحاب أحمد بن عبد الدائم والنجيب ثم من أصحاب الفخر وابن أبى عمر ثم من أصحاب ابن القواس والأبرقوهى ثم ممن بعدهم حتى كان يكتب عن أقرانه وعمن دونه من غير تأمل ولا بصر بعال ولا نازل مع رداءة خطه وسوء فهمه وجمع بخطه شيئا كثيرا حتى كان لا بذاكر بجزء من أجزاء الحديث ولا كتاب من الكتب في أبي فن كان إلا أخرج له سندا إما بالسماع أو بالإجازات عاليا كان أو نازلا وكان يتفقد من يحج من أهل الآفاق ممن ينسب إلى العلم أو إلى رواية فيأخذ عنهم مهما أمكنه وقد كتب بخطه شيئا كثيرا من كتب الحديث والفقه والأصول والقراءات والعربية وقد أسمع الكثير وأقرأ القراءات ثم عرض له تخيل واستحكم به حتى تغير قبل موته بيسير وكان ضابطا للوفيات كثير المذاكرة مع الطلبة كثير الانجماع بأخرة اجتمعت به بمكة وقرأت عليه عدة أجزاء منها .... ابن المفضل وهى أربعون حديثا ومات في صفر
39- محمد بن علي بن يعقوب النابلسى ثم الحلبى شمس الدين
ولد سنة بضع وخمسين وحفظ التنبيه ثم حفظ المنهاج ثم حفظ التمييز وشرع في حفظ الحاوى وحفظ أيضا الشاطبية والتسهيل والمختصر الأصلى ومنهاج البيضاوى وغير ذلك وتفقه ومهر ودرس وكان يكرر على محفوظاته قرأت بخط البرهان سبط ابن العجمي كان سريع الإدراك محافظا على الطهارة شديد الورع سليم اللسان صحيح العقيدة لا أعلم بحلب أحدا على طريقته انتهى وكانت وفاته في تاسع شهر ربيع الآخر
صفحه ۳۸
40- محمد بن محمد بن محمد الرملى كاتب المنسوب ناصر الدين
كتب على القلندرى وكتب عليه الناس دهرا طويلا وعمر دهرا سكن في أكثر عمره القدس وقد أقام بدمشق مدة وكتب بخطه شيئا كثيرا من المصاحف وغيرها ومات بالقدس وقد جاوز الثمانين
41- محمد بن محمد بن ميمون الجزائرى أبو عبد الله ابن الفخار الفقيه
المالكى تفقه ببلاده ومهر في الفنون ولزم العبادة والخير واشتهر بالصلاح وقدم مكة فجاور بها فمات في شهر رمضان وقد بلغ الستين وكان الإمام أبو عبد الله ابن عرفة يعظمه ويثنى عليه
42- محمد بن محمد الحديدى القيروانى
تفقه به ثم انقطع للعبادة وكانت تذكر عنه كرامات ومات في هذه السنة
43- محمد بن .... الشيخ صلاح الدين الكلائى الواعظ
كان يقص على الناس لكنه تعرض لتفسير القرآن على طريقة بعض الجهلة فأتى بأشياء منكرة سمعت بعض الصلحاء يذكر لشيخنا البلقينى أنه سمعه يقول في قوله تعالى ألم نربك فينا وليدا الشعراء18 ينطق بها هكذا ولى دا وغير هذا من
صفحه ۳۹
الألفاظ المنكرة فقام الشيخ في ذلك وأحضره وزجره بالفعل والقول ومنعه من الكلام وكان أخذ عن الشيخ حسين الحبار ومات الشيخ صلاح الدين في شهر ربيع الأول
44- محمود بن عبد الله الكلستانى السرأبي الحسنفى بدر الدين
تفقه ببلاده ثم قدم دمشق فسكن بالمدرسة التقوية ثم دخل الديار المصرية ثم رجع إلى الشام مع الجوبانى لما عمل نائبها وولى تدريس الظاهرية ومشيخة الأسدية وتصدر بالجامع الأموى ثم رجع إلى القاهرة فنزل بالصرغتمشية ثم أعطاه الظاهر لما غضب على جمال الدين العجمي جهاته ثم أعيدت لجمال الدين وبقيت الصرغتمشية مع بدر الدين فلما مات بدر الدين بن فضل الله عينه الظاهر لكتابة السر فباشرها مباشرة حسنة وكان يحكى عن نفسه أنه أصح يوم لبس الخلعة بكتابة السر لا يملك الدرهم الفرد فما أمسى إلا وهو في عداد الملوك وكان حسن الخط جيد الفهم والنظم والنثر مشاركا في الفنون إلا أنه ينسب إلى طيش وخفة ومات في جمادى الأولى وخلف أموالا جمة وجدت بعده في كرسى المرحاض فانتقلها الظاهر
صفحه ۴۰
سنة اثنتين وثمانمائة
45- أحمد بن اسحاق بن محمد بن عبد الله الأصفهانى جلال الدين بن نظام
الدين المعروف بالشيخ أصلم شيخ خانقاه سرياقوس وابن شيخها وكان مذكورا بمعرفة علم الحرف وجرت له بسبب ذلك كائنة في أيام الظاهر وصرف بسبب ذلك عن مشيخة الخانقاه مات في شهر ربيع الآخر
46- أحمد بن أويس الجبرتى المصرى
قدم القاهرة وتفقه وولى التدريس بتربة الست بالصحراء ومات في شهر ربيع الأول
47- أحمد بن خلف المصرى شهاب الدين ناظر المواريث
كان أبوه مهتارا عند ابن فضل الله فنشأ هو فتعانى المباشرات ومات في جمادى الآخرة
48- أحمد بن خليل بن كيكلدى العلائى أبو الخير بن أبى سعيد الشيخ شهاب
الدين ابن الحافظ العلامة صلاح الدين.
ولد سنة ثلاث أو أربع وعشرين وبكر به أبوه فأسمعه من الحجار فأكثر ومن ابن أبى النائب والمزي وغير واحد جمع له مرة في جزء الأنصارى سبعين شيخا ومرة أخرى ستين شيخا أو أكثر وأسمعه الكثير من شيوخ دمشق ثم رحل به إلى القاهرة فأسمعه من شيوخها وأخذ عن أبى حيان وغيره من العلماء وكان حسن الخط جيد الفهم ولم يكن بالماهر في العلم إلا أنه صارت إليه الرحلة بالقدس فأسمع الكثير وظهر له في أواخر عمره سماع السنن لابن ماجه بعلو إلا اليسير منه رحلت
صفحه ۴۱
إليه بسببه فبلغتنى وفاته وأنا بالرملة فعرجت إلى دمشق وكان موته في ربيع الآخر
49- أحمد بن داود بن محمد الدلاصى شهاب الدين شاهد الطرحى
كان من أعيان المعتبرين بالقاهرة ومات في شهر ربيع الآخر
50- أحمد بن شاور العاملى شهاب الدين
كان قد تفقه وعنى بالفرائض فمهر فيها وشارك في غيرها ومات في صفر
51- أحمد بن عبد الله التركمانى
أحد من كان يعتقد بمصر مات في شهر ربيع الأول
52- أحمد بن عبد الخالق بن محمد بن خلف الله المجاصى بفتح الميم وتخفيف
الجيم ثم صاد مهملة نسبة إلى أحدى قرى المغرب كان شاعرا ماهرا طاف البلاد وتكسب بالشعر وبمدح الأعيان وكان كثير الأهاجى واستقر بأخرة في صوفية سعيد السعداء ومات بالقاهرة في ربيع الآخر وقد ناهز الثمانين
53- أحمد بن علي بن أيوب المنوفى شهاب الدين إمام المدرسة الصالحية
بالقاهرة اشتغل كثيرا وكان حسن المحاضرة كثير المزح حتى نسب إلى الزندقة مات فى صفر وقد جاوز الستين
صفحه ۴۲
54- أحمد بن محمد بن عبد البر شهاب الدين ابن أبى البقاء السبكى
تفقه قليلا وناب عن أخيه بدر الدين وولى نظر بيت المال ومات في شهر ربيع الآخر
55- أحمد بن محمد الأخوى شهاب الدين الخجندى الحنفى أبو طاهر
تفقه ببلاده ومهر وقدم المدينة فقطنها وحدث بها عن عز الدين بن جماعة وشغل الناس بها أربعين سنة وانتفعوا به لدينه وخيره وعلمه وقد حدث القاضى بدر الدين العنتابى بكتاب معانى الآثار للطحاوى بسماعه من تغرى برمش الفقيه عن الخجندى هذا عن القاضى عز الدين بن جماعة والخجندى يومئذ وتغرى برمش في الأحياء مات الخجندى في هذه السنة وقد جاوز الثمانين
56- أحمد بن محمد الطولونى المهندس
كان كبير المهندسين والحجارين ثم تزوج الظاهر ابنته وقرب ابنه أحمد وأمره كما مضى في أول القرن فعظم قدره واشتهر ذكره وقصد لقضاء الأشغال وكان قد حج بسبب عمارة المسجد الحرام فمات راجعا بين عسفان ومر
57- ابراهيم بن موسى بن أيوب الأبناسى شهاب الدين أبو محمد العابد
الفقيه ولد بأبناس بفتح الهمزة وسكون الموحدة بعدها نون وفى آخرها مهملة سنة
صفحه ۴۳
خمس وعشرين وقدم القاهرة وله بضع وعشرون سنة فسمع من الوادى آشى وأبى الفتح الميدومى ومظفر الدين العطار والعرضى وسمع بدمشق من ابن أميلة وبالحجاز من الشيخ خليل المالكى والعفيف اليافعي ومن غيرهم تخرج في الفقه على الشيخ جمال الدين الإسنوى والشيخ ولى الدين المنفلوطى وغيرهم وتخرج في الحديث بمغلطاى ومهر في الفقه والأصول والعربية وشغل فيها وبنى زاوية بالمقس ظاهر القاهرة وأقام بها يحسن إلى الطلبة ويحملهم على التفقه ويرتب لهم ما يأكلون ويسعى لهم في الرزق وخصوصا الواردين من الضواحى فصار أكثر الطلبة بالقاهرة من تلامذته وتخرج به منهم خلق كثير وكان حسن التعليم لين الجانب متوضعا بشوشا متعبدا متقشفا مطرح التكلف ويدرس بمدرسة الناصر حسن وبالآثار النبوية وبالجامع الأزهر لازمه طويلا وأخذت عنه في الفقه وقرأت عليه في جامع الترمذى وغيره وقد عين مرة للقضاء فتوارى وذكر أنه فتح المصحف فخرج قال رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه يوسف33 ولم يزل مستمرا على طريقته وإفادته ونفعه إلى أن حج في سنة إحدى وثمانمائة فمات راجعا في المحرم بعيون القصب بالقرب من عقبة أيلة ودفن هناك ورثاه صديقه شيخنا العراقى بقصيدة دالية طويلة قرأتها بخطه وأثنى عليه فيها كثيرا رحمه الله تعالى
58- ابراهيم بن محمد بن اسحاق الدجوى النحوى
أخذ عن الشهاب بن المرحل والجمال بن هشام وغيرهما واتقن حل الخلاصة الألفية فكان يقررها تقريرا حسنا وانتفع الطلبة به وكان يتكسب بالشهادة ويتعاطى العقود الحكمية وفيه دعابة مات في شهر ربيع الأول وقد بلغ الثمانين
صفحه ۴۴