( ضعيفة كر الطرف تحسب أنها
حديثة عهد بالإفاقة من سقم )
( وإني لآتي الأمر من حيث يتقى
وتعلم قوسى حين أقصد من أرمي )
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال دخل الشعراء على المنصور وفيهم طريح بن إسماعيل الثقفي وابن ميادة وغيرهم فأذن لهم في الإنشاد فأنشدوه من وراء حجاب حتى دخل ابن هرمة في آخرهم فأنشده حتى بلغ إلى قوله من شعره
( إليك أمير المؤمنين تجاوزت
بنا بيد أجواز الفلاة الرواحل )
( يزرن أمرأ لا يصلح القوم أمره
ولا ينتجي الأدنون فيما يحاول )
( إذا ما أتى شيأ مضى كالذي أتى
وإن قال إني فاعل فهو فاعل )
( كريم له وجهان وجه لدى الرضا
أسيل ووجه في الكريهة باسل )
( له لحظات عن حفافي سريره
إذا كرها فيها عقاب ونائل )
( فأم الذي آمنت آمنة الردى
وأم الذي حاولت بالشكل ثاكل )
( رأيتك لم تعدل عن الحق معدلا
سواه ولم تشغلك عنه الشواغل )
فقال يا غلام ارفع الحجاب وأمر له بعشرة آلاف والدينار يومئذ بسبعة وأعطى الباقين ألفين ألفين
وأخبرنا أبو حاتم قال أخبرنا أبو عبيدة عن يونس قال دخل الفرزدق على سليمان ابن عبد الملك ومعه نصيب الشاعر فقال للفرزدق أنشدني وهو يرى أنه ينشد مديحه فأنشده
( وركب كأن الريح تطلب منهم
لها سلبا من جذبها بالعصائب )
( سروا يركبون الليل وهي تلفهم
على شعب الأكوار من كل جانب )
( إذا استوضحوا نارا يقولون ليتها
وقد خصرت أيديهم نار غالب )
فتغير وجه سليمان فلما رأى نصيب ذلك قال يا أمير المؤمنين ألا أنشدك فأنشده
( وقلت لركب قافلين لقيتهم
قفا ذات أوشال ومولاك قارب )
صفحه ۴۱