( لقد كنت في نيل الشهادة راغبا
فزهدني فيها لقاء ابن أطحما )
( ولو كان أرداني لكنت مخاصما
لدى موقف الحشر اللئيم الملطما )
( وكان بوائي لو أصابته أسرتي
أذل بني حواء طرا وألأما )
( وأقسم لولا أن تعرض دونه
قتام يريك الصبح أسحم مظلما )
( لخضخضت في صدر التميمي صعدة
تزجي سنانا كالوذيلة لهذما )
( ولولا اعتياص المهر إذ ملت واجبا
لجللته عضب الغرارين مهذما )
( فإن تشدا لجعراء يوما بذكرها
فقد أحرزت فخرا بها متقدما )
( وثوبا أبي رهن بها أن أبيئها
بشروى لها جياشة تقلس الدما )
ثم قال خذها يا أخا تميم وحدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا أبو العباس قال حدثني الرياشي قال حدثنا محمد بن سلام قال قال أمية بن أبي الصلت أتيت نجران فدخلت على عبد المدان بن الديان فإذا به على سريره وكأن وجهه قمر وبنوه حوله كأنهم الكواكب فدعا بالطعام فأتي بالفالوذج فأكلت طعاما عجيبا ثم انصرفت وأنا أقول
( ولقد رأيت القائلين وفعلهم
فرأيت أكرمهم بني الديان )
( ورأيت من عبد المدان خلائقا
فضل الأنام بهن عبد مدان )
( البر يلبك بالشهاد طعامه
لا ما يعللنا بنو جدعان )
فبلغ ذلك عبد الله بن جدعان فوجه إلى اليمن من جاءه بمن يعمل الفالوذج بالعسل فكان أول من أدخله مكة ففي ذلك يقول ابن أبي الصلت
( له داع بمكة مشتعل
وآخر فوق دارته ينادي )
( إلى ردح من الشيزى عليها
لباب البر يلبك بالشهاد )
صفحه ۳۹