( قال ) وأخبرنا أبو حاتم قال أخبرنا أبو عبيدة قال مات الأحنف بن قيس بالكوفة أيام خرج مع مصعب بن الزبير إلى قتال المختار فنزل دار عبد الله بن أبي عصيفير الثقفي فلما حملت جنازته ودلي في قبره جاءت امرأة من قومه من بني منقر عليها قبول من النساء فوقفت على قبره فقالت لله درك من مجن في جنن ومدرج في كفن إنا لله وإنا إليه راجعون نسأل الله الذي فجعنا بموتك وابتلانا بفقدك أن يوسع لك في قبرك وأن يغفر لك يوم حشرك وأن يجعل سبيل الخير سبيلك ودليل الرشاد دليلك ثم أقبلت بوجهها على الناس فقالت معشر الناس إن أولياء الله في بلاده شهود على عباده وإنا قائلون حقا ومثنون صدقا وهو أهل لحسن الثناء وطيب الدعاء أما والذي كنت من أجله في عده ومن الضمان إلى غاية ومن الحياة إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك لقد عشت حميدا مودودا ولقدمت فقيدا سعيدا وأن كنت لعظيم السلم فاضل الحلم وإن كنت من الرجال لشريفا وعلى الأرامل عطوفا وفي العشيرة مسودا وإلى الخلفاء موفدا ولقد كانوا لقولك مستمعين ولرأيك متبعين ثم انصرفت ( قال ) وحدثنا أبو حاتم عن الأصمعي عن ابن عيينة قال قال عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه موت ألف من العلية خير من ارتفاع واحد من السفلة ( وقال ) وحدثنا أيضا قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال سمعت أعرابيا يقول عود لسانك الخير تسلم من أهل الشر ( قال ) وحدثني العكلي عن ابن خالد عن الهيثم بن عدي قال حدثنا ملحان بن عركي عن أبيه قال حدثنا عدي بن حاتم قال شهدت حاتما وهو يجود بنفسه فقال لي يا بني أعهدك من نفسي ثلاثا ما خالفت إلى جارة لسوء قط ولا اؤتمنت على أمانة قط إلا أديتها ولا أتى أحدا من قبلي سوء
وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو حاتم عن الأصمعي لأعرابي
( أما والذي لا يعلم الغيب غيره
ومن هو يحيي العظم وهي رميم )
( لقد كنت أطوي البطن والزاد يشتهى
محافظة من أن يقال لئيم )
( وإني لأستحيى أكيلي ودونه
ودون يدي داجي الظلام بهيم )
وأنشدنا أيضا قال أنشدنا أبو حاتم ولم يسم له قائلا
( إذا ما الحي عاش بذكر ميت
فذاك الميت حي وهو ميت )
( يقول بني أبي وبنت جدودي
وهدمت البناء وما بنيت )
( ومن يك بيته بيتا رفيعا
ويهدمه فليس لذاك بيت )
( قال ) وأخبرنا أبو حاتم قال أخبرنا شيخ من أهل البصرة قال أتى سليمان بن يزيد العدوي رجل فقال إني قد قلت بيتا فأجزه لي قال هات فقال الرجل
( فإنك لو رأيت مسير عمري
إذا لعلمت أني قد فنيت )
فقال سليمان
( فإن تك قد فنيت فبعد قوم
طوال العمر بادوا قد بقيتا )
( فخطك ما استطعت فلا تضعه
كأنك في أهيلك قد أتيتا )
صفحه ۲۹