قال فأخبرني عن مزينة قال كانوا في الجاهلية أهل منعة وفي الإسلام أهل دعة قال فأخبرني عن تميم قال كانوا أعز العرب قديما وأكثرها عظيما وأمنعها حريما قال فأخبرني عن قيس قال كانوا لا يفرحون إذا أديلوا ولا يجزعون إذا ابتلوا ولا يبخلون إذا سئلوا قال فأخبرني عن أشرافهم في الجاهلية قال غطفان بن سعد وعامر بن صعصعة وسليم بن منصور فأما غطفان فكانوا كراما ساده وللخميس قاده وعن البيض ذاده وأما بنو عامر فكثير سادتهم مخشية سطوتهم ظاهرة نجدتهم
واما بنو سليم فكانوا يدركون الثار ويمنعون الجار ويعظمون النار قال فأخبرني عن قومك بكر بن وائل واصدقني قال كانوا أهل عز قاهر وشرف ظاهر ومجد فاخر قال فأخبرني عن اخوتهم تغلب قال كانوا أسودا ترهب وسماما لا تقرب وأبطالا لا تكذب
قال فأخبرني كم أديلوا عليكم في قتلكم كليبا قال أربعين سنة لا ننتصف منهم في موطن نلقاهم فيه حتى كان يوم التحاليق يوم الحرث بن ابن عباد بعد قتلة ابنه بجير وكان أرسله في الصلح بين القوم فقتله مهلهل وقال بؤبشسع نعل كليب فقال الغلام أن رضيت بهذا بنو بكر رضيت فبلغ الحرث فقال نعم القتيل قتيلا أن أصلح الله به بين بكر وتغلب وباء بكليب فقيل له إنما قال مهلهل ما قال الكلمة فتشمر الحرث للحرب وأمر بحلق رؤسنا أجمعين وهو يوم التحاليق وله خبر طويل وقال
( قر بإمربط النعامة مني
لقحت حرب وائل عن حيال )
( لم أكن من جناتها علم الله
وإني بحرها اليوم صالى )
( قربا مربط النعامة مني
أن بيع الكرام بالشسع غالي )
صفحه ۲۷