دیل الامالی
ذيل الأمالي
ناشر
دار الكتب العلمية
سال انتشار
1398هـ 1978م
محل انتشار
بيروت
( قال ) وحدثني أحمد بن إسحاق أبو المدور قال حدثني حماد بن إسحاق قال حدثني إسحاق بن إبراهيم قال قال أبو صالح الفزاري تذاكرنا يوما ذا الرمة فقال لنا عصمة بن مالك الفزاري وكان قد بلغ عشرين ومائة سنة إ ياي فاسألوا عنه كان حلو العينين خفيف العارضين براق الثنايا واضح الجبين حسن الحديث إذا أنشد بربر وجش صوته جمعني وإياه مرتبع مرة فأتاني فقال لي هيا عصمة إن ميا منقرية ومنقر أخبث حي وأقوفه لأثر وأثبته في نظر وقد عرفوا آثارا بلى فهل من ناقة نزدار عليها ميا قلت إي والله الجؤذر بنت يمانية لجد لي فقال علي بها فأتيته بها فركب وردفته حتى أشرفنا على منزل مي فإذا الحي خلوف فأمهلنا وتقوض النساء من بيوتهن إلى بيت مي وإذا فيهن ظريفة جمعتهن فنزلنا بها فقالت أنشدنا يا ذا الرمة فقال أنشدهن يا عصمة وكان عصمة راويته فأنشدتهن قصيدته التي يقول فيها
( نظرت إلى أظعان مي كأنها
ذرى النخل أو أثل تميل ذوائبه )
( فأسبلت العينان والصدر كاتم
بمغرورق نمت عليه سواكبه )
( بكى وامق الفراق ولم تجل
جوائلها أسراره ومعاتبه )
فقالت الظريفة فالآن فلتجل فقالت لها مية قاتلك الله ماذا تجيبين به منذ اليوم ثم أنشدت حتى بلغت إلى قوله
( إذا سرحت من حب مي سوارح
عن القلب آبته بليل عوازبه )
فقالت لها الظريفة قتلتيه قتلك الله فقالت مي أنه لصحيح وهنيأ له قال فتنفس ذوا الرمة تنفسا كاد يطير حره شعر وجهي قال ثم أنشدت حتى بلغت إلى قوله
( وقد حلفت بالله مية ما الذي
أحدثها إلا الذي أنا كاذبه )
( إذا فرماني الله من حيث لا أرى
ولا زال في أرضي عدو أحار به )
قال فقالت مي خف عواقب الله عز وجل يا غيلان قال ثم أنشدت حتى بلغت إلى قوله
( إذا نازعتك القول مية أو بدا
لك الوجه منها أو نضا الدرع سالبه )
( فيالك من خد أسيل ومنطق
رخيم ومن خلق تعلل جادبه )
صفحه ۱۲۵