لا يعترف عالم اللذة بالنظم والقوانين؛ فإذا ما تحكمت اللذة ضرب صاحبها بتلك النظم والقوانين عرض الحائط، ولم يهمه سوى اغتنام فرصة اللذة والتمتع بها كاملة، وبعدها فليحدث ما يحدث؛ فشعار المتمتع باللذة: أحيني اليوم، وأمتني غدا.
بعض اللذات يشفي المرض ويقتل المريض، وهذا هو أسوأ ما في اللذة.
يجد بعض الأطباء لذة كبرى في جمع أكبر قدر من المال من المريض، فلا يصف له الدواء الشافي من أول زيارة.
يجد معظم الأطباء لذة في شفاء المرضى من أول زيارة كي يكسبوا الشهرة، وينالوا رضا الله والناس، وهؤلاء هم أشرف الأطباء.
يجد الأطباء لذة عظمى في اكتشاف مرض جديد لم يكن معروفا من قبل.
يجد الأطباء لذة ما بعدها لذة في اكتشاف عقار جديد شاف لبعض الأمراض، وبهذه اللذة نما الطب.
يجد الطبيب لذة في الشخص المريض لا يجدها في الشخص السليم؛ فمصائب قوم عند قوم فوائد.
يجد كثير من المحامين لذة في كسب قضية خاسرة، حتى ولو لم يتقاضوا عنها أتعابا.
تجد قلة من المحامين ذوي النفوس الدنيئة لذة في فشل قضية ناجحة بالاتفاق مع الخصم.
يجد خاسر القضية لذة في أن يعرف أن هناك محكمة عليا تعطيه حقه، وتنكل بخصمه.
صفحه نامشخص