كانت مدة علي بن حمود - من يوم قتل سليمان إلى يوم قتل - واحدا وعشرين شهرا وسبعة أيام؛ فانقضى أمر علي على هذه السبيل، وصار خامسا لمغتالي جبابرة الملوك في الإسلام بأيدي عبيدهم وأتباعهم في الحمام خاصة: أحدهم الفضل بن سهل ذو الرياستين وزير المأمون، ثم أبو سعيد الجنابي صاحب القرامطة، ثم الديلمي المنتزي باصبهان بعد الثلثمائة، ثم ناصر الدولة الحسن بن حمدان المنتزي بالأندلس بعد الأربعمائة، مع مزيته عليهم ببراعة الشرف وحرمة القرابة، فاغتدى علي في ذلك القران بسوء مصارع هؤلاء المبعوثين آية وموعظة. على أن قتل الملوك والأثمة بأيدي الفحول من عبيدهم وأصحابهم - من غير هذا النمط وعلى خلاف هذا - كثير يشق إحصاؤهم والله بأنبائهم البالي سرائرهم. وكان الأغلب على علي بن حمود السخاء والشجاعة على عطوله من الفهم والمعرفة، وبراءته من الخير جملة.