266

گنجینه‌ای در محاسن اهل جزیره

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

ویرایشگر

إحسان عباس

ناشر

الدار العربية للكتاب

محل انتشار

ليبيا - تونس

أطلس، وإن التيس ما علمت؛ فصاح به أبو عيينة: لا تعرض له، وبالحرا أن تخلص منه. فقلت: الحمد لله خالق الأنام في بطون الأنعام! فقال: إنها كافية لو كان له حجر؛ فبسطاني وسألاني أن أقرأ عليهما من رسائلي، فقرأت رسالتي في صفة البرد والنار والحطب فاستحسناها، ومن رسالتي في الحلواء حيث أقول:
خرجت في لمة من الأصحاب، وثبة من الأتراب، فيهم فقيه ذو لقم، ولم أعرف به، وغريم بطن، ولم أشعر له، رأى الحلوى فاستخفه الشره، واضطرب به الوله، فدار في ثيابه، وأسال من لعابه، حتى وقف بالأكداس، وخالط غمار الناس، ونظر إلى الفالوذج فقال: بأبي هذا اللمص، انظروه كأنه الفص، مجاجة الزنابير، أجريت على شوابير، وخالطها لباب الحبة، فجاءت أعذب من ألسنة الأحبة.
ورأى الخبيص فقال: بأبي هذا الغالي الرخيص، هذا جليد سماء الرحمة، تمخضت به فأبرزت منه زبد النعمة، يجرح باللحظ، ويذوب من اللفظ، بم ابيض - قالوا بماء البيض البض. قال: غض من غض، ما أطيب خلوة الحبيب، لولا حضرة الرقيب.
ولمح القبيطاء فصاح: بأبي نقرة الفضة البيضاء، لا ترد عن

1 / 270