261

گنجینه‌ای در محاسن اهل جزیره

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

ویرایشگر

إحسان عباس

ناشر

الدار العربية للكتاب

محل انتشار

ليبيا - تونس

قلت له: خاتمة القوم صاحب أبي الطيب، فقال: اشدد له حيازيمك، وعطر له نسيمك، وانثر عليه نجومك. وأمال عنان الأدهم إلى طريقٍ، فجعل يركض بنا، وزهير يتأمل آثار فرسٍ لمحناها هناك؛ فقلت له: ما تتبعك لهذه الآثار - قال: هي آثار فرس حارثة بن نعمان المغلس صاحب أبي الطيب، وهو صاحب قنص. فلم يزل يتقراها حتى دفعنا إلى فارسٍ على فرس بيضاء كأنه قضيب على كثيب، وبيده قناة قد أسندها إلى عنقه، وعلى رأسه عمامة حمراء، قد أرخى لها عذبةً صفراء. فحياه زهير، فأحسن الرد ناظرًا من مقلة شوساء، قد ملئت تيهًا وعجبًا. فعرفه زهير قصدي وألقى إليه رغبتي. فقال: بلغني أنه يتناول، قلت: للضرورة الدافعة، وإلا فالقريحة غير صادعة، والشفرة غير قاطعة، قال: فأنشدني، وأكبرته أن أستنشده، فأنشدته قصيدتي التي أولها:
أبرق بدا أن لمع أبيض قاصل ... حتى انتهيت فيها إلى قولي:
تردد فيها البرق حت حسبته ... يشير إلى نجم الربى بالأنامل
ربى نسجت أيدي الغمام للبسها ... غلائك صفرًا فوق بيض غلائل
سهرت بها أرعى النجوم وأنجمًا ... طوالع للراعين غير أوافل
وقد فغرت فاها بها كل زهرةٍ ... إلى كل ضرعٍ للغمامة حافل

1 / 265