181

گنجینه‌ای در محاسن اهل جزیره

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

پژوهشگر

إحسان عباس

ناشر

الدار العربية للكتاب

محل انتشار

ليبيا - تونس

وإلقاؤه بين من أنظر منهم الشتات والعداوة، حتى صاروا أسوة المسلمين حذو النعل بالنعل، في افتراق الكلمة وزوال أمر المملكة، فإن الفتنة بأفقنا جاءت يومئذ بين المسلمين، وزعماء الطاغية حضور، وفيهم عدو الله شانجه بن فرذلند الذي تمرض بالمنصور بن أبي عامر، ﵀، ذو العزة والسطوة، فأعيا عليه حتى قمعه، وضرب بعده فريقي الفتنة، ومالأ الخوارج على الجماعة، حتى تمكن من هشم البيضة؛ وطمح أمله إلى الكرة، فقطع الله بهم، وأهلكهم في مدة قريبة.
@ذكر الخبر عن مقتل منذر
قال ابن حيان: وكان ذلك على يدي رجل مارد من بني عمه، يقال له عبد الله بن حكم، وكان مقدمًا في قواد منذر، أضمر الفتك به دهرًا، فدخل عليه يومًا في مجلسه غرة ذي الحجة سنة ثلاثين وأربعمائة، وهو غافل في غلالة، ليس عنده إلا نفر من خواص خدمه الصقلب، قد أكب على كتاب يقرؤه، فعلاه بسكين قد أعده، ففرى به أوداجه ولا ما نسع منه، وهرب خدام السر الغلمان الخصيان، الذين كانوا على رأسه، وخلوه في يديه، إلا خادمًا شهمًا منهم مشى إليه وهو حاسر، فضربه

1 / 185