70

ذخائر و عبقریات

الذخائر والعبقريات

ناشر

مكتبة الثقافة الدينية

محل انتشار

مصر

ژانرها

وقالوا فيمن يَخْزى من ذكر آبائه: فمن ذلك أن رجلًا سئل عن نسبه، فقال: أنا ابن أخت فلان، فقال أعرابي: الناس ينتسبون طولًا وأنت تنتسب عرضًا. ومن محاسنهم فيمن لا يعتدُّ بأبيه: قول الأخطل: وإذا وَضَعْتَ أباكَ في ميزانِهم ... رَجَحوا وشَالَ أبوكَ في الميزانِ شال الميزان: ارتفعت إحدى كفتيه، ويقال: شال أبوك في الميزان، وهو مثل في المفاخرة يقال: فاخرته فشال ميزانه: أي فخرته بآبائي وغلبته وقال بعض شعراء أصفهان: تَبَجّحَ بالكتابةِ كُلُّ وَغْدٍ ... فقُبْحًا للكتابةِ والعِمَالَهْ أرَى الآباَء نِسْبَتُهم جميعًا ... إلى الأبناءِ من فرطِ النذالَهْ وقالوا في الابن يجاري أباه: العصا من العُصَيّة و: هل تلد الحيّة إلى حُيَيّة. وقال شاعر: وإنَّ أحَقَّ الناسِ أنْ لا تلومَهُ ... على الشَّرِّ مَنْ لم يفْعَلِ الخيْرَ والِدُهْ إذا المَرْءُ ألفَى والِدَيهْ كِليْهِما ... على اللُّؤْمِ فَاعْذِرْهُ إذا خابَ رَائِدُهْ وقالت الخنساء - وقيل لها: ما مدحتِ أخاكِ حتّى هجوتِ أباكِ! فقالت: جارَى أباه فأقبلا وَهُما ... يتَعاوَرانِ مُلاَءةَ الحُضْرِ حتّى إذا نَزَتِ القُلوبُ وقد ... لُزَّتْ هُناكَ العُذْرُ بالعُذْرِ وعَلا هُتافُ النَّاس أيُّهما ... قالَ المُجيب هناك: لا أدري

1 / 59