ما يقع في شبكتِك؟ قال: كلُّ طيرٍ زاقٍ أي يَزُقُّ أفراخه أي يطعمها بفيه فقال الحسن: هلك المُعيلون أي الذين لهم عيال كُثْر.
وقال المصطفى ﷺ لأحد ابنَيْ بنتِه: (إنّكم لتُجَبِّنون وإنكم لتُبَخّلون وإنكم لمِنْ ريحانِ الله)، وفي الحديث أيضًا: (الولدُ مَجْبنةٌ مَجْهلةٌ مَبْخلة). . . يقول ﵇: إن الولدَ يحمل أباه على الجُبن، فلا يُجاهد ولا يَشجع، لأنه يحبُّ البقاءَ لأجله، وعلى الجهلِ، بمُلاعبته إيّاه ونُزوله إلى مُستواه، وتركه العقلَ ومقتضاه، أو باشتغاله به عن طلب العلم، وعلى البُخل، لأنّه يُبقي على المال لأجلِه ويبخل به ويَشِحّ.
ومن أحسن ما قيل في الإشفاق على الأولاد: قول حِطَّانَ بنِ المُعلَّى - وهو شاعر إسلامي، وأبياته هذه في الحماسة -:
أنْزَلني الدَّهْرُ على حُكْمِهِ ... مِنَ شامِخٍ عالٍ إلى خَفْضِ
وغالَني الدَّهْرُ بِوَفْرِ الغِنى ... فليْسَ لي مالٌ سِوَى عِرْضِي
أبْكانيَ الدَّهْرُ ويا رُبَّما ... أضْحَكَني الدَّهْرُ بما يُرْضِي
لولا بُنَيَّاتٌ كزُغْبِ القَطَا ... رُدِدْنَ من بَعْضٍ إلى بعضِ
لَكانَ لي مُضْطَرَبٌ واسِعٌ ... في الأرْضِ ذاتِ الطُّولِ والعَرضِ
وإنّما أوْلادُنا بَيْنَنا ... أَكْبادُنا تَمْشي على الأرْضِ
لو هَبَّتِ الرِّيحُ على بَعْضِهمْ ... لامْتنعت عَيْني من الغُمْضِ
أنزلني الدهر على حكمه: أنزله من العزةِ إلى الذلَّة يحكم فيه بما شاء، ومن شامخ: من جبل شاهق طويل في السماء، وإلى خفض: إلى مطمئن من الأرض، وهذا تمثيل. وغالني الدهر: أخذه غيلة من حيث لم يدر، وبوفر
1 / 30