ذیل تاریخ بغداد
ذيل تاريخ بغداد
پژوهشگر
مصطفى عبد القادر عطا
ناشر
دار الكتب العلمية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
۱۴۱۷ ه.ق
محل انتشار
بيروت
ژانرها
عليك العدل في حكمها والتثبت في حادثها، فقال له الرشيد: أتضع لي من لسانك وترفع علي من جنانك، بحيث يحفظ الله لي عليك ويأخذ لي به منك، هذا قمامة كاتبك يخبرني بفساد نيتك وسوء سريرتك، فاسمع كلام قمامة، (فقال عبد الملك) (10): فلعله أعطاك ما ليس في عقده، ولعله لا يقدر أن (11) يعضهني ولا يبهتني بما لم يعرفه مني ولم يصح له عني، فأمر باحضار قمامة فأحضر، فقال الرشيد: تكلم بما تعلم (1) غير هائب ولا خائف، فقال: أقول انه عازم على الغدر بك يا أمير المؤمنين والخلاف عليك، فقال عبد الملك: وكيف لا يكذب علي من خلفي (من) (2) يبهتني في وجهي، فقال الرشيد: فهذا عبد الرحمن ابنك يقول بقول (3) كاتبك ويخبر عن سوء ضميرك وفساد نيتك، وأنت لو أردت ان تحتج بحجة لم تجد (4) أعدل من هذين، فبم تدفعهما عنك، قال: يا أمير المؤمنين ! عبد الرحمن بين مأمور أو عاق، فان
كان مأمورا فمعذور، وان كان عاقا فهو عدو (5) أخبر الله بعداوته وحذر منها، فقال جل ثناؤه في محكم كتابه (6): (ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم) فنهض الرشيد وهو يقول: أما أمرك فقد وضح، ولكن لا أعجل حتى أعلم ما الذي يرضى الله فيك فانه الحكم بيني وبينك، فقال عبد الملك: رضيت بالله حكما وبأمير المؤمنين حاكما، فاني أعلم انه يؤثر كتاب الله جل ثناؤه على هواه وم ر الله على رضاه.
قال: فلما كان بعد ذلك جلس مجلسا آخر فسلم لما دخل، فلم يرد عليه (الرشيد) (7)، فقال عبد الملك: يا أمير المؤمنين ! ليس هذا أحتج فيه فلا أجاذب (8) منازعا وخصما، قال: ولم ؟ قال: لان أوله جرى على غير السنة، فأنا أخاف آخره، قال: وما ذاك ؟ قال: لم ترد علي السلام، فلم أنصف نصفة العوام، قال: السلام عليك اقتداء بالسنة وايثارا للعدل واستعمالا للتحية، ثم التفت نحو سليمان بن (أبي) (9) جعفر وهو يخاطب بكلامه عبد الملك فقال:
صفحه ۳۲