قال أبو حازم: اتق الله وازهد في الدنيا فإن حلالها حساب وحرامها عقاب.
قال: لقد أوجزت يا أبا حازم.
فقال له: يا أبا حازم ارفع حوائجك إلى أمير المؤمنين.
قال أبو حازم: هيهات قد رفعت حوائجي إلى من لا تختزل الحوائج دونه فما أعطاني منها قنعت، وما منعني منها رضيت.
وقد نظرت في هذا الأمر فإذا هو على قسمين: أحدهما لي، والآخر لغيري.
فأما ما كان لي فلو احتلت فيه بكل حيلة ما وصلت إليه قبل أوانه الذي قدر لي فيه، وأما الذي لغيري فذلك الذي لا أطمع نفسي فيه فيما مضى، ولن أطمعها فيما بقي.
وكما منع غيري رزقي كذلك منعت رزق غيري، فعلام أقتل نفسي.
وفي رواية أخرى أن سليمان بن عبد الملك لما قدم المدينة للزيارة بعث إلى أبي حازم الأعرج وعنده ابن شهاب. فلما دخل عليه قال: تكلم يا أبا حازم؟
قال: فيما أتكلم يا أمير المؤمنين؟
قال: في المخرج من هذا الأمر؟
قال: يسير إن أنت عقلته!
صفحه ۱۷۲