بخيل فيك ضيق شديد. فقال: "{يا أمير} المؤمنين، أما الأولى فإني أكره أن أصلى بصلاة الإمام، فما يدخل علي من فسادها أعظم عندي من تركي إياها لشغل، وإني لا أدرك معهم ركوعا ولا سجودا، فأرى أن أصلي وحدي أفضل. وأما الثانية فإني قاض ولا يجوز أن أعطي من نفسي التسليم عليهم والابتذال لنفسي، فيكون في ذلك مفسدة للخصوم. وأما الثالثة فإني لا أجمد في حق ولا أذوب في باطل". قال: "خرجت منهن، {يا ابن} عمران؟ يا ربيع، إدفع إليه ثلاثة آلاف درهم".
قال: "{يا أمير} المؤمنين، بالباب مستعدون عليك يذكرون أن في يدك حقا من دار كذا". قال: "فإنصفهم مني". قال: "وكل وكيلا يقوم مقامك أو إحضر معهم مجلس {القضاء}". قال: "قد وكلت الربيع". قال: "أشهد على وكالتك إياه عيسى بن علي والعباس بن محمد". ففعل، ثم أخرج حدود الدار التي ينازعونه فيها. ودعا بالربيع و{خصمائه}، وأحضر شهادته على الوكالة وأنفذها، ثم سأل القوم عن دعواهم وعن شهودهم، ثم قضى لهم عليه.
واستعدي أيضا الجمالون على المنصور بالمدينة. فقال القاضي محمد بن عمران للشبلي: "أكتب إليه في ذلك". فأبى عليه وقال: "تعفيني". فقال: "لتكتبن". فكتب. فلما استتم الكتاب وختمه، قال له:
صفحه ۲۶۴