بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة

Abdel Mutaal al-Saidy d. 1391 AH
58

بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة

بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة

ناشر

مكتبة الآداب

شماره نسخه

السابعة عشر

ژانرها

فنام ليلي وتجلى همي١ وقوله: وشيّب أيام الفراق مفارقي٢ وقوله: ونمتِ ما ليل المطي بنائم٣ وإما مجازان٤ كقولنا: "أحيا الأرضَ شبابُ الزمان"٥. وإما مختلقان: كقولنا: "أنبت البقلَ شبابُ الزمان"، وكقولنا: "أحيا الأرض الربيع" وعليه قول الرجل لصاحبه: "أحيتني رؤيتك" أي: آنستني وسرتني، فقد جعل الحاصل بالرؤية من الأنس والمسرة حياة، ثم جعل الرؤية فاعلة له. ومثله قول أبي الطيب "من الطويل":

١ هو لرؤبة بن العجاج، وقبله: يا رب قد فرجت عني غمي ... قد كنت ذا هم وراعي نجم وقوله: "تجلى" بمعنى انكشف، والشاهد في قوله: "نام ليلي". ٢ قيل: إنه لجرير من قوله "الطويل": وشيب أيام الفراق مفارقي ... وأنشزن نفسي فوق حيث تكون ولكنه لا يوجد في ديوانه، وقوله: "أنشزن" بمعنى: رفعن، وقوله: "تكون" مأخوذ من كان التامة، والمعنى: أيام الفراق رفعت نفسه عن مكانها في الجسم وبلغت بها الحلقوم، والشاهد في قوله: "وشيب أيام الفراق". ٣ هو لجرير من قوله "من الطويل": لقد لمُتِنِي يا أم غيلان في السرى ... ونمتِ وما ليل المطي بنائم وأم غيلان: ابنته، والسرى: السير ليلا، والشاهد في قوله: "وما ليل المطي بنائم"، والمعنى: أنه لا يقطع السير بالليل ولا ينام. ٤ أي: لغويان. ٥ فإحياء الأرض مجاز عن خصبها، وشباب الزمان مجاز عن الربيع، وفي اجتماع المجاز اللغوي والمجاز العقلي طرافة تجعل لذلك التقسيم فائدة.

1 / 60