113

بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة

بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة

ناشر

مكتبة الآداب

شماره نسخه

السابعة عشر

ژانرها

وفي المدح والافتخار: لأن من شأن المادح أن يمنع السامعين من الشك فيما يمدح به ويُبعدهم عن الشبهة، وكذلك المفتخر. أما المدح فكقول الحماسي: هم يفرشون اللِّبْد كل طِمِرّة١ وقول الحماسية: هما يلبسان المجد أحسن لِبْسة٢ وقول الحماسي: فهم يضربون الكبش يبرق بيضه٣ وأما الافتخار، فكقول طرفة:

١ هو للمعذل بن عبد الله الليثي من قوله يمدح فتيان بني عتيك "من الطويل": هم يفرشون اللبد كل طمرة ... وأجرد سباح يبذ المغاليا وقبله: جزى الله فتيان العتيك وإن نأت ... بي الدار عنهم خير ما كان جازيا والطمرة: الفرس الكريم، والأجرد: القصير الشعر، والسباح: اللين الجري، والمغالي بضم الميم: السهم، وبفتحها: جمع مغلى أو مغلاة وهي السهم أيضا، يعني: أنه أسرع منه. ٢ هو لعمرة الخثعمية من قولها في رثاء ابنيها "من الطويل": هما يلبسان المجد أحسن لبسة ... شحيحان ما اسطاعا عليه كلاهما واللبسة: اسم هيئة من لبس، والشحيح: الذي لا يفرط فيما في يده. وقيل: إن البيت لدرماء بنت سيار الجحدرية في رثاء أخويها. ٣ هو للأخنس بن شهاب التغلبي من قوله "من الطويل": فهم يضربون الكبش يبرق بيضه ... على وجهه من الدماء سبائب وروي: "هم يضربون"، والكبش: الشجاع، والبيض: اللّأمة، والسبائب: الطرائق جمع سبيبة، يعني: أنهم يضربونه فيسيل دمه كأنه طرائق حمر. ٤ هو لعمرو بن العبد، المعروف بطرفة "من الرمل": نحن في المشتاة ندعو الجفلى ... لا ترى الآدب فينا ينتقر والمشتاة: الشتاء وهو زمن الجدب عندهم، والجفلى: الدعوة العامة، والآدب: الداعي إلى المأدبة، وقوله: "ينتقر" معناه: يدعو بعضا ويترك بعضا.

1 / 115