294

Defense Against the Rationalist Objection to Hadiths Related to Creedal Matters

دفع دعوى المعارض العقلي عن الأحاديث المتعلقة بمسائل الاعتقاد

ناشر

مکتبة دار المنهاج

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٣٥ م

محل انتشار

للنشر والتوزيع - الملكة العربية السعودية الرياض

ژانرها

المطلب الثَّالث: دفع دعوى المعارض العقلي عن حديث لطم موسى ﵇ لملك الموت
الجواب عن المعارض الأوَّل: وهو دعواهم أنّ في فعل موسى ﵇ بالملك وعدم نصرة الله لرسوله الملكي، إخلال بما يليق بالله تعالى .. إلخ
فيقال: هذا قد يصحُّ لو كان فعل موسى ﵇ صادرًا عن بَغي وعُدوان، وعلمٍ بحال الملك، وقد تقدَّمَ أن موسى ﵇ خفي عليه حال الملك ورأى رجلًا في داره بغير إذنه فلطمه، ففعلُه هذا لا حرج عليه فيه؛ لكون ذلك مباحًا في شريعته كما هو الأمر في شريعتنا.
الجواب عن المعارض الثاني: وهو دعواهم: أَنَّ في فِعْلِه ﵇ مراغمةً منه حيث اعتدى على رسول رسول الله، وكون ذلك لو فعله أحد من الناس لعُدَّ باغيًا فاسقًا .. إلخ
فيقال: إنّ ذلك قد يصحُّ لو عَلِمَ موسى ﵇ بأنّ ذلك الداخل عليه هو ملك الموت، وقد استبان لك خفاء ذلك على موسى ﵇، وأنَّ هذا هو اللائق الَّذي ينبغي حَمْلُ فعله عليه. ثمَّ إنّ صنيع موسى ﵇ مع الملك ليس بأقلّ من صنيعه بهارون ﵇ حين أخذ يجرُّ بلحيته وبرأسه فـ (ليس الجرُّ، والخشونة، والغلظة، والدَّفعُ=بأقل من الدَّفعِ عنك بالخُشُونةِ والغِلظة، وهو الصكُّ واللطم دفع عنك بِغِلْظةٍ وخشونة فما سواه، وليس هارون بأدون منزلة من مَلَك الموت-صلوات الله عليهما-، بل هو أَجلُّ قدرًا منه، وأعلى مرتبة، وأَبينُ فَضْلًا ..؛ لأنَّه ﷺ نبي مُرسل ..، وهو مع جليل قدره في نُبُوَّته، وعلو درجته في رسالته أخو لموسى لأبيه وأمِّه، وأكبرُ سِنًّا) (^١)
وكأنَّ الوحشةَ لما تضمَّنه حديث لطم ملك الموت إِنَّما وقعت للمنكرين دون أخذه بلحية أخيه هارون ﵇، لورود الأوّل عن طريق الحديث، لا القرآن، وإلاّ فكلتا الحادثتين بينهما قدر مُشترك.

(^١) "بحر الفوائد"للكلاباذي (٣٥٧)

1 / 306