138

Defense Against the Rationalist Objection to Hadiths Related to Creedal Matters

دفع دعوى المعارض العقلي عن الأحاديث المتعلقة بمسائل الاعتقاد

ناشر

مکتبة دار المنهاج

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٥ م

محل انتشار

للنشر والتوزيع - الملكة العربية السعودية الرياض

ژانرها

ورسله، وتؤمن بالبعث) (^١) .
=استشكل جوابَ النبيِّ ﷺ عن سؤال جبريل بـ (ما) التي هي أداة للسؤال عن حقيقة الماهية عند أَصحاب المنطق، والتي لا يُجاب بها إلَاّ في ثلاثةِ أشياء محصورة، وهي "الجنس"، أو "النوع"، أو "الحد" (^٢) .
فقال (قوله: " أن تؤمن بالله" فإن قلت: ماوجه تفسير الإيمان (بأن تؤمن) وفيه تعريف الشيء بنفسه.
قلتُ [القائل: الكرماني]: ليس تعريفًا بنفسه؛ إذِ المرادُ من المحدود الإيمان الشرَّعي، ومن الحدِّ الإيمان اللغوي، أَو المتضمن للاعتراف) (^٣)
فجعل جواب رسول ﷺ خارجًا عن قوانين المنطق، وبيانًا للإيمان بيانًا لُغويًا ليس المراد منه ذكرَ حقيقةِ الإيمان الشرعية!
وما ذكره باطلٌ لأَمرين:
الأول: أَنَّ النبي ﷺ قد نزّهه الله ﵎ عن السَّيرِ على قوانين منطق اليونان، فليس مفتقرًا إلى استعمال شيء من أَساليبهم وقواعدهم التي هي في حقيقة أَمرها متولِّدة لدفعِ أَقيسةٍ سوفسطائية فاسدة، فليست في واقع الأمر تأثيلًا صحيحًا لإحراز المعرفة، لذا كان ﷺ مُستغنٍ عنها بما شرعه الله ﷻ له، وبما فطَرَه عليه من وفور العقل وكمال النَّظر.
الثاني: أنّ الأصل في كلام رسول ﷺ الحمل على كونه بيانًا

(^١) أخرجه البخاري كتاب "الإيمان " باب "سؤال جبريل النبي ﷺ عن الإيمان والإسلام" (١٤ - رقم [٥٠]) من حديث أبي هريرة ﵁.
(^٢) انظر: "آداب البحث والمناظرة"للشنقيطي (٤٧) .
(^٣) " الكواكب الدَّراري في شرح صحيح البخاري" (١/ ١٩٤) .

1 / 142