295

Debate Between Islam and Christianity

مناظرة بين الإسلام والنصرانية

ناشر

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

ویراست

الثانية

سال انتشار

١٤١٣ هـ - ١٩٩٢ م

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرها

وقال تعالى ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ﴾ ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ ﴿لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ﴾ (١) .
وقال تعالى: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ﴾ (٢) .
فالكذب أصل الشر، وأعظم الكذب ما كان كذبًا على الله ﷿. . .
والصدق أصل الخير، وأعظمه الصدق في التبليغ عن الله ﵎. .
وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود ﵁، عن النبي ﷺ، أنه قال: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا» .
وهذا المعنى يعرفه العقلاء من بني الإنسان، ولهذا، فإنه ينبغي لنا أن ننقل هذه المناقشة الواعية الدقيقة التي تمت بين (هِرْقَل) وبين (أبي سفيان) وهي مناقشة تنم عن فهم، وعلم، وعقل، اتسم بها (هرقل) . . .!
كان (هرقل) هذا. . . ملكًا على النصارى في زمان النبي ﷺ ولما أرسل إليه النبي ﷺ يدعوه إلى الإسلام، سأل عن عشرة أمور كما في الصحيحين عن ابن عباس ﵄، قال: «حدثني أبو سفيان بن حرب من فِيْه إلى فيَّ، قال: انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله ﷺ هدنة، قال: فبينا أنا بالشام، إِذ جيء بكتاب

(١) سورة الزمر، آية ٣٢-٣٤.
(٢) سورة الزمر، آية ٦٠.

1 / 314