234

Debate Between Islam and Christianity

مناظرة بين الإسلام والنصرانية

ناشر

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

ویراست

الثانية

سال انتشار

١٤١٣ هـ - ١٩٩٢ م

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرها

إن الآيات ١٥٦-١٥٨ من سورة النساء تقول ﴿وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا﴾ ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا﴾ ﴿بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ .
الله يغفر الذنوب أيها الناس: لقد تكلمنا كثيرا في مسألة الصليب وبينا أن المسيح ﵇ كان عنده سلطان أن يغفر. إن داود ﵇ عندما كان يخطئ وهو نبي من الأنبياء كان يقول: " لأن عندك المغفرة لكي يخاف منك ". إن المغفرة عند الله ﷾. لقد جاء القرآن الكريم لينفي صلب المسيح تمامًا، وإن ما يربط بين صلبه ومغفرة ذنوب البشر إنما هي خرافات. إن القرآن الكريم يقول في سورة الزمر ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ . (١) .
إن الله هو خالقنا وهو رازقنا وهو الذي يغفر ذنوبنا جميعًا. إن الله تعالى قريب من الإنسان. إنه يقول ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ . (٢) .
إن الله يقول لكل الناس في القرآن الكريم ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ . (٣) وإذا كان

(١) سورة الزمر، آية ٥٣.
(٢) سورة البقرة، آية ١٨٦.
(٣) سورة ق، آية ١٦.

1 / 253