فقال أفريدوس جادا: تقترن ملكة بنطس بملك جاريجاري ...
فقالت مبغوتة غاضبة: ويحك، أتخادعني بحبك لكي تزين لي قرانا بملك جاريجاري، وقد صار ملككم عدوا لدودا لأسرتي؟ إذن كنت تتصنع الغرام بي تصنعا لكي يكون السبيل إلى اتحاد العرشين وضم المملكتين بزواج ملكي أكون فيه أمة لا سيدة. لا، لست أصبر على هذا الخداع لحظة.
فقال أفريدوس بدلال وشمم: أتبلغ منك السذاجة أن تفهمي من مقالي قرانك بغيري؟ هل ترين في النذل الذي يسخر عشقه أو يؤجره لقضاء مأرب لغيره؟!
فقالت مبهوتة: إذن كيف يتحد العرشان بهذا القران، وأنت تقول إنك من سلالة الكهنوت لا من سلالة ملكية؟ - هل تجهلين أن السلالات الملكية مشتقة من السلالات الكهنوتية في كل أمة؟
إذن فلا بدع أن يصير ابن كاهن كبير ملكا. - هل مسخ ملك جاريجاريا إلى خنفسة حتى لا تحسب حسابا لمقاومته. - أجل في جاريجاريا سلطة العرش مستمدة من سلطة الكهنونت، والشعب الجاريجاري ضاق ذرعا من قانون دولتكن الذي أفضى على مرور الزمن إلى تكاثر الذكور في جاريجاريا، وتجمع الإناث في بنطس؛ لأن الأمازونية التي تقارن جاريجاريا في ربيع المغازلة إذا ولدت بنتا احتفظت بها أو ذكرا أرسلته إلى أبيه. فأصبحت بنطس مملكة نساء، وجاريجاريا مملكة رجال قلت فيها النساء. وكثير من الشبان لا يجدون لهم زوجات، وجميع الآلهة تستنكر هذا التفريق. وكيوبد يتضجر منه، فإلى متى هذا الفسق المنافي لسنة الطبيعة؟
وكانت الملكة تفكر في منطق أفريدوس هذا وتزنه وترى الصواب فيه إلى أن قالت: تكاد تريني سعادة لا أتصور وجودها حتى في عالم الآلهة. هذا اقتراح خطير الشأن، يجب البحث فيه مليا قبل تقريره، والبحث في خططه قبل تنفيذه؛ لذلك أود أن تذهب الليلة إلى قصر الصيد في الحدود، وتنتظرني هناك إلى أن أوافيك بحاشيتي للصيد. وهناك يخلو لنا الجو، ونتفاوض في رسم الخطة الضامنة النجاح.
فأجاب أفريدوس مبتهجا: لماذا لا أبقى هنا ثم أذهب مع الحاشية؟ - صرت أخشى انفضاح أمرنا، فأود أن تسبقني بدعوى أنك موفد لتهيئة أجهزة الصيد، وهناك سيرونا الوصيفة المخلصة الحارسة قصر الصيد، والقيمة عليه تكون في خدمتك. - لا أرى موجبا لهذا التدبير العاجل، لعلك تريدين بهذا التدبير إقصائي عنك. - كلا البتة، بالعكس، أود أن أضمن بقاءك إلى جنبي إلى الأبد، لا تسئ الظن بي، وأن أعبد كيوبد فيك، اذهب الليلة إلى قصر الصيد وانتظرني هناك. - كم عمرا أنتظرك؟
فضحكت ملء فمها، وقالت: بعض الأسبوع. - أبعد غد؟ - أو بعده فلا تضجر. - بدأ الضجر منذ الآن. - راع القمر فهو شعاع الحب بين قلبينا. - سأرى القمر مكمدا حيث لا تكونين موجودة تمدينه بضيائك.
فقالت مجفلة : إذن فلا تساهر القمر، بل ناج الشمس في النهار، فهي جمرة الحب بين قلبينا.
فقال متضرعا: بربك لا تبطئي لئلا تحرق تلك الجمرة قلبي، فلا تجدين حين اللقاء إلا رماده.
صفحه نامشخص