فقالت الملكة متلعثمة: وسأنزل العقاب الشديد بكل امرأة يثبت أن لها صلة برجل متخف في بنطس؛ لتكون عبرة لمن تجرأ على تدنيس شريعة الأمازونيات، إني حريصة على استقلالهن كحرصي على عرشي.
فهتفت المؤتمرات: تعيش الملكة، ثلاثا.
ثم قالت أوجستينا: إذن يجب أن نتحقق موعد خسوف القمر فقد يكون قريبا.
فقالت الملكة مؤمنة على كلام وزيرة العدل: على جريجوريا وزيرة الشئون الاجتماعية استدعاء المنجمة الآن لاستفتائها.
فخرجت جريجوريا لقضاء هذه المهمة واستمرت الملكة تقول: حذار أن تتسرب كلمة من هذا المجلس إلى الخارج لئلا تضج البلاد بالأقاويل والأراجيف التي يمكن أن تحدث شغبا. بقيت الفقرة الثانية من نطق الهيكل: «الويل ثم الويل إذا انتصر كيوبد على أجكس إله القوة حين يقترن القمران.»
فقالت فلومينا سيدة المحافظة على الأمن: الظاهر من هذا النص أن المراد بالقمرين القمران المذكوران في الفقرة الأولى: القمر الساطع والقمر المكمد.
فقهقهت أوجستينا وقالت متهكمة: أي نعم، اضبطي قمر الأرض الساطع لئلا يفر إلى قمر السماء المكمد ويقترن به.
فقالت الملكة متحققة أمرا يهمهما: ألا يحتمل يا سيدات أن يكون المراد باقتران القمرين مرور الرجل على الجسر مع حدوث الخسوف في وقت واحد؟
فقالت أوجستينا: عفو مولاتي، إذا كان هذا هو المراد، فالفقرة الثانية تكرار للأولى، ونطق الهيكل يجل عن التكرار الفضولي أو التوكيدي لأنه أكيد بلا توكيد.
فقالت أمازونيا رئيسة الوزارة باسمة: هذا كلام شخص حقوقي قانوني منطيقي. إذن فلا بد أن يكون المراد اقتران ذكر وأنثى في بنطس على كل حال.
صفحه نامشخص