وكان بحضرة الإمام -عليه السلام- يوم وفاته صنوه ذو الشرفين يحيى بن حمزة وولده أحمد بن عبد الله، وقدم عليهما الأمير صارم الدين وهاس بن أبي هاشم(1) في عسكر عظيم من بني زهير(2) وذبيان(3)، فكان في وصولهم أعظم قوة وأبلغ شدة لجانب الأمير الناصر لدين الله، فبايعوا الأمير الناصر لدين الله وقبض البيعة له عمه على نفسه ومن حضره من الأمراء وأهل الحصون والمقدمين. وقدموا إليه القاضي نظام الدين علي بن زيدان يعلمه بموت أبيه لأنه مكتوما عنه ويعلمه بقبض البيعة له، فلما انتهى إليه وأعلمه خرج فخطب الناس خطبة بليغة، وعزاهم بإمامهم، وبايعوه عن آخرهم وبايعه سنحان وبنو شهاب وأكثر تلك القبائل، وشيخ سنحان يومئذ راشد بن مظفر، وسلطان بني شهاب الليث بن عمران بن الذيب صاحب بيت ردم(4)، وحاتم بن عمرو بن عطوة صاحب بيت برام(5). واستقرت أموره في الجبل وانتظمت الأحوال، وقدم الأمير المتوكل على الله أحمد بن عبد الله إلى ظفار المحروس فصادف وصول الشيخ أمير الدين وخروجه أيضا من كنن إلى ظفار المحروس وسائر الأمراء الحسن بن حمزة، ومحمد بن إبراهيم الحمزي، وسليمان بن موسى.
صفحه ۱۶۸