وفي سنة اثنتين وثلاثين وصلت كسوة الكعبة من بغداد، ومعها رسول إلى السلطان نور الدين فعلق الكسوة ودخل اليمن، وأعلم السلطان نور الدين أن الكسوة والنيابة تصله، وأنها(1) في البحر على طريق البصرة فوصلته(2) النيابة والتشريف في السنة المذكورة، وفي هذه السنة وصل عسكر من مصر إلى مكة فأخذوها فخرج الشريف راجح وابن النصيري إلى اليمن.
فلما كان سنة ثلاث وثلاثين جهز السلطان نور الدين عسكرا إلى مكة، وقدم عليه الأمير شهاب الدين بن عبدان، فلما صاروا قريبا من مكة خرج إليهم العسكر المصري فالتقوا في موضع يقال له: الخريقين(3) بين مكة والسرين(4)، فانهزم جيش السلطان نور الدين سنة ثلاث وثلاثين، وأسر الأمير الشهاب(5) [331]بن عبدان، وأرسل به إلى مصر(6).
صفحه ۷۷