ولكن الخزرجي لم تساعده نفسه الخبيثة إلى كتم النصب وبغض الأئمة الطاهرين من ذرية سيد المرسلين صلى الله عليه وعليهم أجمعين، وإنما يرتاح لذكر أئمته الفجار ومواليه الأشرار أهل الخمور والمنكرات والفجور والنغمات وأنواع المعاصي والمنكرات، حيث قال في إمامة الأشرف بن المظفر (2): ولما أخرب الظاهر كما ذكرنا، وحصر الأمير صارم الدين(3) في القبة(4) وقوى الرتب على ظفار ورتب الأمير جمال الدين علي بن عبدالله في مائة فارس وألف راجل في الكولة(5)، نهض من الظاهر إلى بلاد الأمير عبدالله بن علي بن وهاس فأخربها وقطع أشجارها، ثم قفل إلى مدينة صنعاء، فخرجت العساكر من صنعاء لدخوله، وحشدت الجنود، ولم ير يوم أعجب ولا أبهج ولا أكثر جموعا من ذلك اليوم، فدخل من باب النصر، فلما حاذى القصر السعيد، فرش لحصانة ثياب الحرير المعلمة بالذهب، ونثر على الناس من البيضاء والصفراء ما لا يحصي، فأقام في صنعاء والأمور منتظمة والثغور منسدة والحرب على القبة والحصار على ظفار والإمام مطهر في جبل تنعم(6) لا يصل إليه أحد من العرب، والأمير صارم الدين محصور في القبة، وحيث قال في وصف إمامه الملك المجاهد(1) بعد أن ملأ الأوراق من مدحة: ولما كان يوم التروية ركب السلطان في عساكره المنصورة إلى منى وأمسى بها ليلة الأربعاء التاسع من ذي الحجة، فلما أصبح سار إلى الموقف الشريف في تواضع وخشوع وتأدب وخضوع.
نفس لا تميل إلى خسيس? .... وعين لا تدار على بصير
إلى أن قال: فلم يزل واقفا بين يدي الله سبحانه وتعالى في تسبيح وتهليل وتقديس وتبجيل، إلى أن قال: فلم يزل في بكاء وخشوع ودعاء وخضوع والحاضرون يبكون لبكائه ويؤمنون على دعائه، إلى أن قال: ثم سار إلى منى وقد حفت به(2) العساكر وأحاطت به(3) الفرسان ثم قال شعرا:
لك زهت بمكانه(4) أيامه .... حتى افتخرن به لدى الأيام
وتخاله سلب الورى أحلامهم .... من حلمه فهم بلا أحلام
إلى أن قال: فدخل المهجم يوم الثلاثاء الثامن من ا لشهر المذكور، وقد عمل صاحب المهجم طلعات تمشي[338] على عجلات، ثم فيها من المغاني وأهل الطرب وفرش من الثياب الحرير شيئا كثيرا، إلى أن قال: كان قدومه زبيد يوم الأحد الثالث من صفر، وقد عمل أمير زبيد من الطلعات المزينة بالذهب والفضة والمداريه المزخرفة، وفرشوا من الحرير شيئا كثيرا، إلى أن قال: وقد أنعم على العسكر بشيء كثير من [الذهب](5) والفضة والخلع على قدر مراتبهم في زي حسن، وعسكر جرار من الملوك والوزراء والأشراف والأمراء، ثم قال:
ن كل أبيض وضاح عمامته? .... كأنما اشتملت نور على قب...؟
صفحه ۱۰۶